الصين تقود المشهد وأمريكا ترعاه .. د . حازم قشوع

هرمنا الاخباري – عمان

وضعت القمة الروسية الصينية خارطة طريق تفصيلية من اجل وقف الحرب فى اوكرونيا ونزع فتيل حرب كونية اوشكت البشرية للدخول فبها بعد التصعيد السياسي الكبير بين واشنطن وموسكو والذي جاء اثر ادانة الجنائية الدولية للرئيس بوتين من قبل المحكمة، وعلى مدار لقاء امتد لقرابة خمس ساعات ركز على الفواصل الاستراتيجي كما غاص بالتفاصيل الاجرائية، كان اللقاء المفصلي الذي جمع الرئيس الصيني تشي مع الرئيس بوتين في موسكو والذي كان من ابرز استخلاصته رعاية الصين لمسألة وقف اطلاق النار واطلاق المفاوضات وتحويل المشهد العام من مشهد يقوم على “الطلقات الى اخر يقوم على المفاوضات “.

واذا ما تم اقرار ما اتفق عليه بهذه القمة ، فإن الرئيس الاوكراني زيلنسكي سيعود للباس الرسمي، كما سيقوم باعادة تدوير لطاقمه
الحكومي من اهلية عسكرية الى اهلية سياسية ، وكما سيستعد اقليم دونباس والاقليم الاربعة الاخرى التي ترزخ تحت السيطرة الروسية لاجراء استفتاء برعاية الامم المتحدة حتى تقرر هذه الاقاليم مصيرها دون ضغوط سياسية او نفوذ عسكري .

وهو ما يعد بالعرف التفاوضي انجاز سيسمح للجميع بحفظ ماء الوجه لكنها في الجملة التقديرية قد لا تشرعن بالمحصلة لروسيا ضم كل الاقليم التي تسيطر عليها على الاراضى الاوكرانية حتى يدخل الجميع بنهاية المطاف بمعادلة رابح –رابح التي لم يكن يتوقعها الكثير من المتابعين .

إذا وقف العقوبات على روسيا سيأتي بالتزامن مع اطلاق وقف الطلقات باوكرونيا وسيكون بالتوازي مع اطلاق مفاوضات اوكرونيا روسية برعاية الامم المتحدة وذلك بعدما تم التوافق ايضا على ارضية عمل مشتركة الامر الذي من شأنه سحب فتيل ازمة عميقة كادت ان تعرض البشرية لنهاية مأساوية لكن تبعاتها خلفت مآسٍ انسانية كبيرة باوكرونيا وتداعيات اقتصادية طالت كل الاسواق العالمية باتت حاجة لمعالجات .

وبهذا تكون الصين قد نجحت بانهاء الازمة الاوكرانية كما نجحت بالسابق بانهاء الازمة السعودية الايرانية وفق جملة تقديرية تأتي منسجمة مع ارضية القمة الامريكية – الصينية التي عقدت في جاركرتا بين الرئيس بايدن والرئيس تشي باجتماع قمة العشرين الدولية وهي القمة التي حددت بموجبها مساحات العمل الجيواستراتيجية للجميع كما بينت ضرورة التقيد بنظام الضوابط الموازين المستند لمعطيات تقوم على التشاركية التنفيذية وليس على المشاركة ذات أبعاد التعددية القطبية .

فبعد الانتهاء من الوجبة الاولى والثانية بنجاح فان بيت القرار يتوقع ان يتجه تجاه نزع فتيل الازمة التاريخية لمنطقة مهد الحضارات ، بعدما تم تمهيد الطريق للصين لتأخذ دورها بالمنطقة وتشكل محطات اقتصادية بمنطقة الخليج في جزيرة بوبيان الكويتية كما في مناطق تهامة السعودية واخرى في سيناء المصرية وربما ستعلن الصين الاقتصادية دخولها لغزة وهو ما يأتي ضمن ضمانة امنية وعسكرية امريكية.

وأما ساعة الصفر السياسية، فإن البعض يرجح اطلاقها بعد الانتهاء من حالة (الربيع الاسرائيلي) الذي يشهد حالة انقسام حقيقية بين تيار الاثنية ذي الابعاد الاصولية التاريخية والتيار العلماني المحافظ الذي يمكنه ان يضع نفسه واسرائيل بمستقبل المنطقة، فإن ترتيبات نهاية مشهد ما بعد الحرب العالمية الثانية على مشارف الانتهاء وهي التي تأتي بالتزامن مع رفع الرئيس الامريكي الوثائق السرية على كوفيد 19 بعدما تم تغيير الحواضن البيولوجية للبشرية ، فعلى البشرية الاستعداد للقادم الجديد الذي لا يحمل مرجعيات تاريخية بكل اصولها بقدر ما يحمل نماذج عمل تشاركية موضوعية الحدود فيها للمشاريع وليس للاوطان وضوابط المجتمعات فيها تشكلها الاطر الافتراضية اكثر من اماكن السكن الوجاهية واما الهويات فيها يبدو انها ستكون للاهتمام المشترك.