أخبار عاجلة

متى يتوقف مسلسل الدم العربي الفلسطيني اليومي !؟

هرمنا الاخباري – عمان – بقلم: د. زيد احمد المحيسن

شعب مقيد بالاصفاد ، وشعوب عربية مغلوب على امرها ، واعلام وفضائيات تعرض مسلسل القتل اليومي لابناء شعبنا العربي في فلسطين ، امام انظار العالم ، وحكومات عربية مهزومة داخليا ومهرولة نحو التطبيع مع العدو ، فقدت عروق الحياء والحياة معا ، والشعب الفلسطيني المقيد ترك يواجه مصيره لوحده في ظل سلطة حكم اوسلو العاجزة عن الحركة ،

انها معركة غير متكافئة يخوضها الشعب العربي الفلسطيني نيابة عن امة الضاد ، الجيش الصهيوني المدجج باسلحة الفتك الغربي وتقنياته الحديثة يمعن في القتل اليومي ، والمشاهدون من امة الضاد بين مشفق مستعطف ومستنكر مستقبح ومشاهد غير معني بالامر ، هذه المشاهدات اليومية التي تدمي القلوب وتثير الشجون وتقلب المواجع التي تمارسها الحركة الصهيونية وعصابة الكيان الصهيوني في فلسطين من اجل ارضاء شهوة دموية حقيرة هو قتل الانسان الفلسطيني ، هذه السادية في القتل والتعذيب لا تفرق بين الرجل والمرأة بين الشيخ المسن وبين الطفل الرضيع ، ان من يمارسها وحوش على شكل بشر ، فمتى يتوقف هذا المسلسل ؟! مسلسل القتل والتدمير للبشر والحجر معا .انه خطر كبير يهدد الامة العربية باسرها مقدمتها فلسطين التاريخية – انه خطر الصهيونية العالمية ومشاريعها المعلنة والسرية منها وخريطة فلسطين والاردن امام وزير مالية العدو خير دليل وبرهان وصدق من نتطرق اليه – لهذا

علينا ان نقر بهذا التحدي الاستراتيجي ونواجه هذا التحدي بيد واحدة متوضئة وقلب سليم وايمان راسخ لا يتبدل او يتزحزح من قبلنا جميعا، ومن يتخلف عن الركب وتأدية واجبه الوطني والقومي والاسلامي لا ينتمي الى فئة معينة ولا الى هذه الامة وهذا الوطن الكبير بحجمه وقدراته وطاقاته النضالية الكامنة، فالمتخلفون عن الركب هم زمرة متعفنة تسي الى نفسها اولا قبل ان تسي الى الوطن، يمجها المجتمع العربي ويطرحها جانبا على قارعة الطريق ويمضي الشعب بالمسيرة – مسيرة النضال والتحرير وازالة اثار الاحتلال للارض والانسان والمقدسات.

اننا امام خيارين لا ثالث لهما، فاما ان نكون على هذه الارض او لا نكون فنحن اصحاب حق، ومن حقنا ان ندافع عن انفسنا وارضنا المحتلة واستقلالنا وعروبتنا بمختلف الوسائل من خلال رؤية واضحة المعالم لطبيعة النضال وابعاده حاضرا ومستقبلا، ذلك لان صراعنا مع الصهيونية العالمية بالدرجة الاولى صراع عقائدي استعماري احتلالي.. فأسرائيل – الدولة اللقيطة – عندما بدأت تحيك لها ثوبا استيطانيا في فلسطين العربية كانت تتشدق بان فلسطين هي “ارض ميعادها”، وبدأت ترفع هذا الشعار على كافة المنابر الدولية حتى تتمكن من شراء عطف المجموعة الدولية بأبخس الاثمان، روسيا قبل امريكا، ونجحت الى حد كبير في مخططها الاستعماري، وذلك يعود الى غياب الوعي الشعبي والجماهيري بمجريات الامور العامة والشأن الدولي العام وما يخطط له اعداء الامة العربية، علاوة عن غياب رسالة الاعلام الجماهيري التوعوي للشعوب بقضايا الامة.. فأعلامنا في تلك الفترة كان مشغولا، كما هو الان، وموجها للتطاحن بين القيادات السياسية لهذا الطرف او ذاك، تاركا دوره الاساسي في تثقيف الامة وتوحيد كلمتها والترفع عن الصغائر امام الخطر الكبير الذي يهدد الانسان والاوطان.

لقد استيقظ المواطن العربي واسرائيل تصدمه باحتلال القدس وتطل عليه من مرتفعات الجولان، واصيب المواطن بخيبة الامل وبحيرة من امره ايصدق الاعلام ام يصدق الحقيقة المرة التي يراها ماثلة امام ناظريه .. نعم هذه هي الحقيقة المرة التي لازلنا نتجرع علقمها حتى الان . تفككا وتفرقا وتشرذما .لقد نبه اصحاب الضمائر الوطنية الحية ومن خلال منابرهم المكبوته الى خطورة هذه الجرثومة السرطانية في المنطقة العربية، وان هذا السرطان سوف يتسلسل ويتمدد عبر الجسم العربي الى العمق اذا لم يجد الدواء الشافي له – وهو البتر – ولكن انى يكون ذلك ؟! لقد ضُيق على الحركات الوطنية في الوطن العربي جزاء لها لان قادة الامة العربية يزعجهم مجرد التفكير في النفير العام (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ) فهذه عصابة الكيان الصهيوني بثوبها الاستعماري الاحتلالي الجديد تصول وتقتحم مدن فلسطين جنين ونابلس وطولكرم وساحات الاقصى وتقيم كيانا استيطانيا في كل شبر من فلسطين العربية ولا احد يحرك ساكنا، فزعماؤنا ممن نصبوا على صدورنا بالقوة مازالوا يذرفون الدموع غزيرة امام هيئة اللمم، وشعبنا العربي الفلسطيني يترك في العراء لوحده امام الالة الصهيونية يذبح ويجرح من الوريد الى الوريد، ويعتقل منافحا عن الامة العربية بصدور عارية الا من الايمان الصادق بعدالة قضيته وحقه في الاستقلال والحياة الكريمة …

ان خطورة الهجمة الصهيونية تكمن في عقيدة ارض الميعاد التي يهاجرون من اجلها، وهذه العقيدة لا يمكن قهرها الا بعقيدة اقوى منها وهي عقيدتنا العربية الاسلامية.. ففلسطين ميراث النبوة وهي ميراث رسولنا العربي الامين محمد خاتم الانبياء والمرسلين، وتحريرها لن يم الا بالبندقية ونبذ كل الشعارات الاخرى وبهذا يتحقق النصر،” فما اخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة”.. وبشر المرابطين في ساحات الاقصى بان النصر ات ولو بعد حين، وان فلسطين التي نطالب بها تبدأ حدودها – من النهر الى البحر – ولتسقط كل مشاريع التأمر والتسوية على فلسطين التاريخية والامة العربية الماجدة، وسنبقى نؤذن ونذكر الناس بالكلمة الصادقة الجريئة لانها الخطوة الاولى على طريق النصر والتحرير.. فأما عظماء على ارضنا العربية او عظاما شهداء في جوفها، وبشر المرابطين والمجاهدين والمقاومين والمناضلين بأن النصر ات، ولو بعد حين .

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …