أخبار عاجلة

الخدمات الطبية الملكية ارجعوها للماضي .

هرمنا الاخباري – عمان – قلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.
…………….
هي قصة واقعية حدثت قبل أيام مع إبن العم الذي كان يجلس مع أولاده قبل ساعات من موعد الفطور الرمضاني ، لقد شعر ابن العم بمغص كلوي وصار يزداد ولا يَخِف إلا بعد تعاطي المسكنات ، عندها قرر ابن العم أن يذهب للمستشفى العسكري بالكرك حيث شخصوه فورا وبدون تحاليل أو فحوصات بإحتمالية وجود مشكلة بالمرارة ونصحوه بعمل عملية تنظير بالمنظار لمعرفة أسباب الألم .
صارت العملية وكان يفترض أن تكون من خلال ثقب صغير للمنظار ولكن للأسف صار هذا الثقب خندقا ونهرا متعرجا يبدأ من أعلى الصدر إلى أسفل البطن ، ثم صار بعد ذلك ينبوعا من السوائل والمياه العادمة ، ثم بالأخير ساءت حالته وتم تحويله إلى المدينة الطبية للتعامل مع هذه الحالة التي كانت بسيطة وصارت طارئة و خطيرة .
هناك أسئلة تطرح من الشعب ومن الأطباء المتقاعدين والعاملين ومن كل المراجعين للخدمات الطبية حول ما يجري في حاضر هذا القطاع وكيف سيكون مستقبله !
وماذا يحصل الأَن في هذا القطاع الذي ،،كان ،،وأشدد على كلمة (كان) مصدر فخر لكل الأردنيين وللقوات المسلحة الأردنية وللقطاع الطبي العربي والأردني ، كنا بالماضي نسمع في كل اسبوع عن إبداعات طبية وإنجازات علمية طبية و رسائل شكر وعرفان لكل من تعامل معها بالوطن أو على مستوى الإقليم العربي والأوسطي .
واسمحوا لي أن اقترح أجوبة لأسئلتي التي طرحتها والتي تقول بأنه كان هناك مدراء للخدمات الطبية لهم كاريزما مميزة وخاصة وكانوا مستقلين في قراراتهم وكانت الخدمات لها موازنات مالية شبه مستقلة وكانت ارتباطاتهم الإدارية مع رئيس هيئة الأركان المشتركة ولكنهم كانوا يتعاملون مباشرة مع المغفور له بإذن الله تعالى الملك حسين بن طلال ،وكانوا أيضا هم الأطباء الشخصيون والمستشارون للملك حسين عليه رحمة الله تعالى ، وكانوا أيضا هم المرجع لكثير من الزعماء في العالم العربي والإسلامي .

ماذا جرى ويجري الآن في هذا القطاع ! ولماذا هناك تراجع وإنحدار في مستوى تقديم الخدمات ولا ننسى أن هناك أخطاء كبرى في العمليات الصغرى ، وإهمالات في تقديم المشورات وإعطاء مواعيد بعيدة المدى لمرضى بحاجة لتداخلات طبية جراحية عاجلة .
لماذا هناك نقص في الكوادر ونقص بالأدوية وعدم وجود دورات تدريبية وتعليمية أو إيفادات خارجية للتخصصية .

لا أعرف ماذا يمكن أن أقول عن هذا القطاع ولكن صار هناك معتقدات بأن هناك محاولات ومخططات سابقة كانت تهدف لإنهائها وكادت تنجح ببيعها وتخصيصها ، ولكنها قد بائت بالفشل نتيجة الضغوط الشعبية الأردنية وخصوصا من فئة المتقاعدين العسكريين ، وإلا هل يعقل أن يتم معالجة مديرها بالخارج أثناء عصر الكورونا.
نريد خدمات طبية متقدمة كما كانت بالماضي وفي كل المجالات ، لا نريد خدمات طبية مستقبلية تتراجع وتنحدر إلى مستويات هابطة، نريد مدراء خدمات طبية أمثال المرحوم عبدالسلام المجالي ويوسف القسوس وحجازي والشريدة والتميمي والحباشنة ، نريد خدمات طبية منظومة متكاملة لا مجزئة ، منظومة تهتم بالممرض قبل الطبيب والفني قبل الصيدلي والعامل قبل المدير حتى ينعكس كل هذا على المراجعين والمرضى .

عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة أرجوكم لا نريد هذا التقدم الحالي الذي يجري في قطاع الخدمات الطبية الذي أدى إلى الكوارث الطبية وغياب للإبداعات العلمية ، نريد يا عطوفة الرئيس أن نرجع إلى الوراء وإلى الماضي التليد في قطاع الخدمات الطبية والذي كان مميزا من المدير إلى المراسل وعامل التنظيفات
ارجعوا لنا الماضي بالخدمات ومسامحينكم بالمستقبل المجهول .

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …