37 عاما على رحيل الشيخ الجليل احمد موسى المحيسن


هرمنا الاخباري – عمان – د . زيد المحيسن
ها هو العام ال 37 يمر على فراق من كنا نحب ونألف ولا زلنا ، لقد فارق جسدك صحبتنا لكن روحك الطاهرة ماتزال حية تعطر انفاس المكان والزمان والمجالس ،ذكراك العطرة ومثلك السامية وانجازاتك النبيلة ستبقى تلازمنا خالدة في نفوسنا نسترشد بها ونهتدي بمنطوقها القيمي والاخلاقي ماحيينا ، رحيلك عنا ادمى قلوبنا التي تعيش على نبض ذكراك ، علمتنا ابجدية الحرف ، وغرست فينا قيم الرجولة والاباء ، علمتنا الحب والتضحية والايثار والترفع عن الاحقاد والصغائر ، فكنت مدرسة تعلم الاخلاق والقيم النبيلة ، لم تنافق او تتسلق لغرض دنيوي زائف كما يفعل اهل هذا العصر الردىء، الذي ابتلينا فيه بقحط الرجال ، نعم لقد اثرت البساطة مع الاستقامة والجرأة في قول الحق على لبس الحرير والجلوس على سرير الجاه والمناصب ، فكنت دائما صاحب هامه عالية المكانه قامة وقيمة ، علمتنا حب الأرض وكيف نشق بسواعدنا صخورها الصلبة ، وعلمتنا حب الشهادة وكيف نحمل البندقية لندافع بهما على الارض والعرض ، احببت مدينة الزرقاء وعمان والكرك كحبك للقدس ويافا ودمشق وبغداد ، كنت صاحب رسالة انسانية سامية ، اول ، من يضحي في سبيل الواجب واخر من يستفيد اذا كان هناك فائدة ، فعلى مثلك تنوح النائحات ، كنت جمل المحامل للاهل والعشيرة ، وكابدت فكنت الصبور الشكور ، لم تئن او تشتكي وانت في احرج ساعات عسرك ، فكيف لنا ان ننساك ! لقد فجعنا بفقدك ودوى من حولنا النحيب ، فكل الضياء ظلام وكل المباهج صارت كروب ، والى ان نلقاك في مستقر رحمة الله ، لك من قلوبنا اصدق الدعوات واطيب الصلوات ، ولا نقول الا مايرضى الله ، انا على فراقك يا ابا عزام لمحزونون ، ولا حول ولا قوة الا بالله – انا لله وانا اليه راجعون .



