أخبار عاجلة

صراع السيف مع القلم الى اين ؟

هرمنا الاخباري – عمان – الدكتور زيد احمد المحيسن
لعل من نافلة القول ان العلاقة بين السلطة والمثقف علاقة جدلية يصعب تصنيفها في هذا الزمن الاغبر – زمن القلة والذلة والكحل الاسود – انه صراع بين السيف والقلم بين الكلمة والرصاصة بين العصا والجزرة انه صراع مستمر عبر بوابة التاريخ الذي يجسد حالة – الماضي والحاضر والمستقبل – لقد كان المثقفون – عبرمراحل التاريخ يجسدون انصع محركات النهوض الحضاري – اقتصاديا و سياسيا وفكريا وثقافيا واجتماعيا – فهم اصحاب الكلمة الحرة – واصحاب القامات العالية – واصحاب الاجابة الخالدة على سؤال المصير لهذه الامة- نكون او لانكون!

وفي هذا الزمن المتردي – زمن البترو-دولار – زمن ثقافة الماكدونالدز – – زمن هيمنة راس المال على البشر والحجر زمن تساقط منظومة القيم بامتياز – سقط معها – اغلب المثقفين في مستنقع النفعيات على حساب القيم والمبادىء والاخلاق لهذا فها نحن – نؤذن فيهم باعلى الصوت … ايها المثقفون يافرسان الكلمة الصادقة والجريئة يا اصحاب العزائم والهامات العالية والمواقف المشرفة اين انتم اليوم !؟عودوا الى رشدكم ووعيكم المغيب – عودوا الى ساحاتكم ولعب دوركم الطليعي في قيادة الامة – .
فالامة بأمس الحاجة اليكم في هذه الايام – بحاجة الى افكاركم النيرة ونصائحكم القيمة وقدوتكم الحسنة – اناشدكم بمبادئكم النبيلة وقيمكم السامية ان تخرجوا من صوامعكم ومن غار اعتكافكم وعودوا الى الشارع ومارسوا دوركم الطليعي في اخذ زمام المبادرة وقيادة الجماهير الى الطريق السوي – فانتم صوتها المسموع وضميرها الحي انتم نبض قلوبها من الوريد الى الوريد انتم لسان حالها الذي ينطق باسمها انتم يدها التي تعمل وتشير الى الخلل و الصواب – الامة بحاجة اليكم لتصويب مساراتها فهي تعيش مؤامرات التجزئه والشرذمة ومشاريع التقسيم والتذهيب الطائفي والعرقي وتعاني من الثالوث الاسود – الفقر والجهل والمرض – الامة بحاجة ماسة الى -دعاة لا قضاه – لاخراجها من حالة اللاوعي والتيه والضياع والتردي بحاجة الى اعادة بناء الوعي والرشد والتخلص من الخرافة المقدسة – نحن في هذه المرحلة بحاجة – لبناء عقول بلا إلحاد وايمان بلا خرافة – وانتم الاقدار على اعادة تشكيل هذا الوعي من خلال بناء منظومة الاخلاق الانسانية الجديدة ومن خلال انتاج ثقافة التغيير والمعاصرة وقبل هذا وذاك نحن بحاجة الى اعادة بوصلة النضال الوطني تجاه العدو الحقيقي الذي يحتل الاقصى وفلسطين من النهر الى البحر – ايها المثقفون هذا هو دوركم الان اناشدكم – بفئاتكم وتصنيفاتكم من وطنيين وعروبيين وثورين ومحافظين وعلمانيين واصلاحيين وتقدميين – ان تعالوا الى كلمة – سواء – كيف ننهض بهذه الامة ونخرجها من دياجير الظلام الى نور الامل والعمل ومن حالة التنفير والتكفير والتفجير الى حالة الوئام والمصالحة والرشد والعقلانية تعالوا لانتاج ثقافة التحضر والمدنية ثقافة المواطنة والعمل والقانون والعدالة الاجتماعية والنضال الوطني ثقافة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ثقافة الانتاج بدل الاستهلاك وثقافة العمل بدل الكسل وثقافة الابداع بدل التحجر والتكلس – ايها المثقفون انتم وحدكم القادرون على قيادة ثقافة التغيير نحو العمل الايجابي البناء – فمداميك البناء لايصنعها الا الوطنيون الذين انتم تمثلوهم – ولان الوطنية خدمة وتضحية لاكلمات جوفاء ولا خطب رنانه فالوطنية تعمل ولا تتكلم لهذا فانتم خير من يقود المسيرة نحو اعمار الاوطان والامم اعمار عقول البشر قبل اعمار – البناء و الحجر والشجر- فهذه رسالتكم الخالدة عبر التاريخ – تاريخ الحاضر والمستقبل

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …