أخبار عاجلة

نساء يُجمِّلن الحياة ..خالدابو الخير

هرمنا الاخباري – عمان

غابت النسوة عن حارتنا القديمة في ماركا الشمالية، غياباً قصرياً حزيناً.
لم تعد أيٌّ من النسوة اللواتي عرفنا، كخالات وأمهات وجارات طيبات، يبرزن في الشارع أو يتسوقن من محل الخضار القريب، فقد غيب الموت كثيرات منهن، والآخريات غيبهن المرض والنسيان والزهايمر.
ومعهن غاب الورد والياسمين عن نوافذ وبوابات بيوتهن العتيقة، وغاب الود والعصافير التي كانت ترجو ما يجدن به من عطاء.
وهن، بلا استثناء، عشن للعطاء.
أذكر زمناً كانت فيه النسوة يتحلقن حول مائدة والدتي تحت دالية العنب على باب منزلها.. صباحاً، يتبادلن الحكايات وأخبار الحارة، والنصائح عن الطرق المثلى لخدمة عوائلهن. كم كن ممتلئات نشاطاً وعنفواناً وضحكاً وحياة.. واليوم، ماتت الدالية واهترأ حديد الباب، وعبق الهواء بالغياب.
قبل أيام زارت بيتنا العتيق جارة قديمة رحلت عن الحارة منذ سنوات، وحين همت بالاستئذان قائلة بأنها ستذهب لزيارة أم نبيل، أُخْبِرت أنها ماتت، فقالت سأزور أم سعيد إذن، فقيل لها بأنها سبقتها! وأم العبد لم تعد تذكر من هي! وأم موسى ترقد في المستشفى، شفاها الله. 
وهكذا.. كلما ذَكَرَتْ اسم سيدة من الحارة أُبْلِغت برحيلها أو غيابها، حتى أُسْقط في يدها.
ويوم امس كنا في وداع أم سعدو باجي، سيدة آخرى من الحارة، بعزاء حزين، لطالما أقيم مثله خلال الشهور والسنوات القليلة المنصرمة.
حين كنا نكبر ويشتد عودنا حتى صرنا رجالاً ونساء نمضي في دروب الحياة، كن يضعفن ويذبلن ويذوين ببطء، ودون شكوى، ورغم ما بهن اعتدن أن يقابلننا بابتسامة واسعة وبيت، وقلب، مفتوح.
هن الجميلات حقاً اللواتي لطالما احتفين بالورد، واكترثن وأبدين كل اهتمام، وغنين للحياة.
غابت السيدات اللواتي جَمَّل حضورهن أيامنا، غابت أمهاتنا الغاليات!الرابط المختصر

شاهد أيضاً

مركز شابات العاصمة يحتفي باليوم العالمي للعمال

هرمنا الاخباري-نظم مركز شابات العاصمة احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للعمال بحضور أعضاء من المركز والمجتمع …