أخبار عاجلة

بلا زرفيلٌ .. رناد خالد شاور

هرمنا

لكل مِفْتَاحٍ زرفيل، إلا أنتِ بلا؛ فقط مفتاحكِ الذي قاد أراضيكِ إلى الحضيض “فناء فلسطين” .
رُوَيْدًا رُوَيْدًا، تطفل حتى بات متوغلًا في عنقك كالعقد، الذي لايزول مهما طالت السنين سببه ظلم المعتد إلا بواسطة وثيقة عتيقة اَلْمُغَطِّيَة بقذارات المستعمرين.
سميت وعد ولم يكن لها من اسمها نصيب، -تلك الوثيقة- أول القاطعين. ماذا حل بكِ يا فاتنتي؟،
من كل حدبٍ وصوبٍ تنزفين؟.
أيا ليتني ضمادةٌ لَأطبطب على جرحكِ النازف،
على أن لا تدمع عينكِ، حبيبة الفؤاد؛ اجتاحني الهذيان على فراقك لأبنائك الشهداء، ولكنني مؤمنٌ بأنكِ ستنجبين الكثير منهم، رغم أن رحمك مُنْفَطِر على إنجاب البواسل، الذين ورثوا منكِ الكفاح والعطاء، فكأنهم خلقوا ليسقوا أراضيكِ الباسلة، بدمائهم الأطهار، لتزهر من جديد، فلا تحزني ولا تبكي فالنصر أت.
قُطِعَت أجزئك إربًا ، إربا أصبحت حياتكِ نكبة وغارةٌ في كل حدبٍ وركنٍ فيكِ كالبركانِ الثائر، الهائج، الذي لا يخمد عندما يثور ممتلئٔ بالصخور المتأججة؛ على وشك أن تحرق وتزيل كل من يعترضُ طريقها هذه حجارةُ أبنائكِ يا فلسطين.
يجوَل طويلاً في سجنٍ مرير؛ حالُ أحد أبنائكِ بعد جولةٍ من الفراق في كاهلكِ المسكين.
في ركنٍ تجدُ صَرِيخٌ، وأخر يصدحُ أنيناً، زفةُ عرسٌ ترافقها جنازةُ شهيد؛ فرح يقابله تَرَحٌ؛ لا تبكي على شهيدك وزغردي له عريسٌ زُف، بطلٌ أخر أراد أن يمنحك ذرة حقٍّ مما لكِ عليه، وكان النتاج روحه، دمه؛ فمن أغلى منك كي يفدى بالمهجِ؛ كالأبٍ والأم مقامكِ عند كُلّ فلسطيني.
لا يهلعُ شاب أو فتاةٌ عند الصراخ بالتضحية؛ أبناء من رحمٍ حديدي، قلوبهم صامدة وكنت ٱنتِ الحبيبة الأولى والأخيرة، العودة لكِ آتيه يا فلذة كبدي، أفديكِ بمهجي وجوفي، بأمي أنت يا فلسطين، وكانت الصفعة، مابين أحوالٍ تحوّرت هيئتها، هُدِرت دمائها، فتاةٌ بروحٍ عفيفة، نظروا إليها على أنها تجارةً،
جعلوا منها طاولة للمفاوضات، بصفعة قرنٍ خائبة، متشبثة في طمس “حق العودة”، كعجينة تُطهى وتخبز، يا شتات”بني صهيون” فلسطينُ مهجُ أمةً و نبض فؤادها “شهادة”.

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …