موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – ما بال هذا الليل طويلٌ موحش، معتم ذو بردٍ قارس؟
ماذا يحدث لساعة الحائط لا تتنازل عن السير سريعًا؟
حتى أنَّ أنفاسي ودقاتُ فؤادي تتسارعٌ باستعداد، جميعها تجعلني أتأهب لأتوقع الأسوأ!
هذا حالي يا سادة، كأن كل شيء سوداوي وذو سرمدية تكاد تأسرني إلى الذي لا صافرة بدء لهُ ولا حتى نهاية، هيئتي مضطربة مابين شحوبٍ وذبول وجهي، تجعدت بشرتي كالعجوز وأنا لا زلت في أوج العشرينات، شابت مشاعري قبل شعري، أما مبسمي فقد ضحكات الفرح ولجأ لضحكات صفراء فقيرة بكل شيء يدعو إلى البهجة، ماذا أقول عن عيناي؟
وكأن عيناي، غيمة سوداء ممتلئة بالمطر تنتظر أن تتفجر كالسيل المندفع بعد أن امتلأت وطفحت.
أصبحت أضعُ المستحضرات التجميلة ليظهر وجهي جميل كما في السابق كنت امتلكُ ملامح طفولية ولكن سرعان ما تلاشت ملامحي من شدة يأسها بانكساراتي وانخذلاتي المتتالية التي لم تعد تتحملها ملامحي الطفولية التي ببراءة مهجٌ عفيف وقلبٍ رقيق، هذه الأشياء جعلتْ مني أتشتت وأتوه في هذا الفضاء الفسيح، الأرواح التي توفاها الله فرحة بحالي وتنتظر قدومي إليها على أحر من الجمرِ لأصبح مثلها بلا أي جسد، دون قيود وبلا أي شعور أو حتى قلب، لم تعلم أنني لا زلتُ ها هنا أقف بحزم رغم كل شيء، أتمسك بحياتي،
لم تستطع أن تنعى تلك الأرواح المتلذّة في انهزاماتي سوى خبر “وفاة حبنا للحياةِ”وليس وفاتي.
