أخبار عاجلة

حوار مع ضابط مخابرات أوروبي متقاعد ….. بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

هرمنا – في عام 1997 حيث كنت قد انضميت للامم المتحدة كضابط اردني مشارك بقوات حفظ السلام ، وتحديدا في مدينة تريبينا التي تعدادها السكاني لا يتجاوز الألف نسمة وهي بلدة جميلة جدا و قريبة من سواحل البحر الإدرياتيكي وتتبع أيضا لدولة صربيا مع انه يوجد مسافات كبيرة عن دولة صربيا حيث توجد دولة البوسنة والهرسك ودولة كرواتيا أيضا .
في هذه المدينة التقيت ضباط متقاعدين ولكن عاملين بالأمم المتحدة وهم من معظم دول اوروبا وأمريكا ومنهم من كانوا ضباط في اجهزة الشرطة والجيش و المخابرات لتلك الدول .
وفي احدى الجلسات دار حوار بيني وبينهم حول منظمومة عمل اجهزة المخابرات والاستخبارات الاوروبية وسألتهم فيما اذا كان المواطن ليتوظف في الحكومة يحتاج الى موافقتهم او من يريد أن ينضم الى هيئة أهلية خيرية و يريد أن يعمل بالعمل الخيري فهل يحتاج لموافقتهم أيضا ، او هل من يريد ان يسافر او يعمل مشروع تجاري اقتصادي او أن يتجوز بأجنبية يجب عليه ان يحصل على موافقاتهم ، او من يريد ان يفتح حساب بنكي ويستثمر او يتزوج باجنبية او يبني منزلا في ارضه او يملك ارضا في منطقة حدودية فهل يحتاج الى مواقتهم.
كلهم قد ضحكوا وقالوا نحن فقط لجمع المعلومات عن الدول التي ترتبط بها دولتهم بمصالح حيوية او وطنية ، وجمع معلومات أيضا عن الارهابيون و المتطرفون في الداخل والخارج ومهاجمتهم اينما كانوا

قلت لهم وهل هناك لكم سلطه على اقرباء هؤلاء الاشخاص الذي يعارضون سياسات الحكومات او نهج الدولة بحيث تستدعوهم من خلال اقرباءهم العاملين في الدولة ، فقالو لي وهل نحن نريد أن نزيد اعداد اعداءنا ام يجب علينا ان نكثر من اصدقاءنا ، بالعكس نحن اذا وجدنا ان احد الأشخاص قد خرج عن الخطوط الحمراء للدولة فإننا نراقب اهله وعائلته فإذا وجدنا منهم من هو يختلف معه بالفكر والرأي والمسلك فإننا ندعمه ونجعله في صفنا وليس في صفه ولا يجب أن تزر وازرة وزر اخرى .
قلت لهم وهل لكبار المتقاعدين او المحاربين القدامي اية ميزات يحظون بها ، فقال لي نحن متقاعدين وبالعكس فإننا نشارك بالمهمات الدولية والإنسانية ويشاركوننا في اي قرار يتخذ بما يخص السياسات العامة للدولة او لكل مؤسسة قد تقاعدنا منها .

قلت لهم وما علاقتكم بمؤسسات الدولة من الوزارات والمؤسسات الحكومية ، هل تتدخلون في أعمالهم وتعييناتهم واحالاتهم وتنقلاتهم ، قال لي صديقي أنهم يتعاملون مع معلومات تختص بأمن الدولة الداخلي والخارجي وليس مع مؤسسات ولا يتدخلون نهائيا بها ولا بعملها ان فشلت او حصل بها فساد او تغييرات .

القانون لا يبيح لهم التدخل مع مؤسسات الوطن وابتاء الوطن الا إذا صار هناك تهديد لامن الدولة فقط .

قلت لهم وماذا يعني مصطلح امن الدولة عندكم ، قال لي ان القانون قد حدد الأمور التي تعني أمن الدولة .

فقلت لهم هل الانتخابات البرلمانية والبلدية والمرشحين لها تعتبر من امن الدولة فقهقه وضحك ولم يجبني على سؤالي .
قلت لهم هل تكييف التهم والكفالات والتوقيفات اعتبر من أمن الدولة ، فنظر لي نظرة ساخرة وحسبني اتمسخر عليه .

قلت له تعيينات رؤساء الجامعات والمستشفيات والوزراء ورؤوساء الوزارات هل اعتبر من أمن الدولة ، عندها اعتذر مني وقال ان عنده حاجة يريد ان يقضيها وعليه ان يغادر معتذرا .
واخيرا حللت وقلت لنفسي ان صديقي قد خاف مني ان اسحب منه بعض المعلومات وانه يعتقد انني مخابرات واريد أن اجنده على دولته .

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …