موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام
“الموت الحقيقة الكبرى التي لاتقبل الجدل … ليس هناك اشد قسوة وحزنا والما على الشخص من ان يسمع نبأ وفاة صديق او محب … فجعنا بهذا الصباح بوفاة المفكر الاسلامي والسياسي المخضرم الامام الصادق المهدي صاحب الخلق الرفيع وصاحب الملامح الطاهرة وصاحب الابتسامة الصافية وقبل هذا وذاك المحب للاردن وشعب الاردن والزائر المقيم في الاردن والمادح لها في كل الاوقات … لقد تعرفت عليه من خلال اخي المهندس مروان الفاعوري حين كان يدعونا لنحضر المناسبات الثقافية واللقاءات الفكرية في المنتدى العالمي للوسطية او في منزله على وجبات غداء او عشاء وكان الامام على راس المدعوين فكنت استمع الى حديثه الوازن وغيرتة على امته العربية والاسلامية ودعواته الصادقة الى انهاء الخلافات بالطرق الودية ودفاعه عن الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية بروحها وقيمها الاسلامية فتمتنت عرى الصداقة والمحبة بيننا وقد زادت هذه المحبة عندما كلفني اخي المهندس مروان للسفر الى نيجيريا برفقة الامام للمشاركة في موتمر حول محاربة التطرف والارهاب وكان رئيس الوفد الامام الصادق المهدي وجلسنا خمسة ايام بمعية الامام وزدنا معرفة بهذه الشخصية العربية الاسلامية الكبيرة وسعة ثقافتة واجادته للحديث باللغة الانجليزية كما هي اجادته للغة العربية وفي احدى زيارته لعمان اقام اخي مروان حفل عشاء على شرفه وكنت من بين المدعوين وبعد العشاء رافقناه الى الفندق الذي يقيم فيه وخلال الطريق تبادلنا جميعا اطراف الحديث وقد اشاد الاخ مروان بالجهود التي اقوم بها في خدمة المنتدى فما كان من الامام الصادق الا ان خلع خاتمه الذي بيده وقال انك تستحق هذا الخاتم واضاف ان هذا الخاتم من العقيق ولا ازال احتفظ به حتى الان والبسه بالمناسبات الاجتماعية … نعم لقد فارقنا جسدك الطاهر يا امام لكنك لم تفارقنا روحك الصافية النقية ومأثرك الكثيرة .. ستبقى القدوة وسيبقى مكانك بيننا حاضرا في كل مؤتمر وفي كل ندوة او لقاء فكري وثقافي وعزاؤنا انك تركت ارثا كبيرا من الاعمال والانجازات ومن المواقف المبدئية ستبقى خالدة على مدى الدهر اللهم اجبر كسرنا فرحيل صديق غالي يكسر فينا حتى الحياة الابرحمتك التي وسعت كل شىء ، ندعو العلي القدير ان يرحمك رحمة واسعة وان يكون الفردوس الاعلى نزلك وان يلهم اسرتك واهلك وذويك ومحبيك ونحن منهم الصبر والسلوان – انا لله وانا اليه راجعون .
