هرمنا – نادين عاصم الحناوي
مازال الجهلُ يحيط بنا , ومازالت الأنثى هي الضحية . الجرائم تزداد والمجرمون أحرارًا . وتحت مسمى قضايا الشرف هم ناجون .
أعداد الضحايا في تزايد مستمر , وسنة تلوى الأخرى تتنوع القضايا وتتنوع طرق القتل التي تقشعر لها الأبدان .
كما صرحت منظمة هيومن رايتس ووتش المعدّل السنوي لهذه الجرائم في الأردن بين 12 و14 جريمة لعام 2019 . فهل حقًا جميعها قضايا الشرف ام أنهم يتصدفون وراء هذا المسمى ؟
فعند وقوع أي جريمة يبرر الذكر سبب قتله للأنثى بالشرف وغسل العار والعديد من هذه المسميات , التي تؤدي الى تخفيف حكمه من ثلاث أشهر الى سنة كما هو الحال في معظم الدول , ومما يؤدي الى المس بسمعة الضحية , ومن هذه الحالات الحادثة أو الجريمة التي شهدناها في بداية هذه السنة .
وهي قضية الفتاة التي تعرضت الى التعنيف من قبل والدها على مدار السنين دون أن تجد لها معين او حامي , سواء من قبل جهات إجتماعية او حكومية . وأنتهى بها الأمر الى تعرضها بداية لطعنة سكين على رقبتها من قبل والدها, وعندما هربت من البيت وهي تنزف لحق بها وضربها بطوبة على رأسها أدى الى موتها , وأحتفل والدها بهذا الإنتصار بشرب كأس من الشاي الى جانب جثتها .
ثم علل وبرر جريمته بقضية الشرف , على خلاف ما اقروا به واوضحوه من السكان المجاورين وبعض من الذين شهدوا على الحادثة ، حيث صرحوا بان الخلاف كان على المال , وهذه ليست المرة الاولى.
جريمة تلوى جريمة وضحية تتبع ضحية ، ومجرمًا حرًا خارج السجون ، هكذا اصبح الحال في مجتمعاتنا العربية .
نستمع الى قضايا تضج بها المواقع ، ويدب الخوف في قلب معظم النساء ، فمن منا هي اللاحقة ؟
أستبقى قضايانا بين ذكرًا وانثى ، وتكون دائمًا تحت مسمى قضايا الشرف ، ام ان التمادي سيصبح قتل كل من نراه امامنا ؟
أحقًا حق المرأة محفوظ ؟ لأننا لم نعد نراها سوا بالصورة المعنفة ، والخوف يعتري قلوب النساء ، اصبحوا كالشجار عارية الاوراق وتواجه قصوة البرد .
وعلى الرغم من انّ جائحة كورونا والحجر المنزلي ادى الى انخفاض هذه الحوادث الّا اننا شهدنا ٧ حالات منذ بداية العام .
الى متى سنستمر ؟ ومتى ستصبح الانثى حرة حقًا ؟