أخبار عاجلة

كتابنا …وواقعهم المؤلم .. الدكتور زيد احمد المحيسن

هرمنا – فرغت اليوم من قراءة الكتاب الذي اهداني اياه الصديق الوفي المفكر والكاتب والاديب ابراهيم العجلوني – الصادر حديثا تحت عنوان – رؤى ىنقدية في الثقافة الاردنية – وهذا الكتاب يحتوي على مجموعة كبيرة من المقالات التي كان العجلوني قد نشرها في صحيفة الرأي الغراء قبل ان يصدر امرا ما – من جهة ما – من منعه من الكتابة في الصحف الاردنية !!!؟ هذه القامة الفكرية الكبيرة التي تساهم في التوعية بقيم الامة والوطنية الصادقة وفي تشكيل الوجدان الوطني و القومي والانساني تمنع من الكتابه والمحزن في الامر ان حوالي 5 كتب صدرت للمذكور كلها تعالج قضايا وطنية و تعمل على تعزز القيم العربية والانسانية الخالدة في الاجيال ومن بين هذه الاصدارات :-1- نظرات في الواقع الثقافي الاردني 2- هموم اردنية 3- العقل والدولة 4- كلام في الاعلام 5- دون مقام الرضا 6- في الثقافة الاردنية الرؤية والواقع وهذا الكتاب الاخير- رؤية نقدية في الثقافة الاردنية – اضافة الى حوالي 45 كتابا ومؤلفا في موضوعات مختلفة تتضمن الشعر والقصة والفكر والثقافة وغيرها من الموضوعات الهامه .و من الغريب الامر – بل و من المبكي والمضحك في المشهد الثقافي الاردني ونحن نحتفل بالمئوية الثانية بدل ان نبحث عن هذه القامات الفكرية الكبيرة التي ساهمت بفكرها النيرمنذ عقود في بناء مداميك الدولة الاردنية الحديثة ووضعها على خارطة العالم الجغرافي و الفكري والثقافي والتعليمي و نقوم بتكريمها نقوم مع الاسف بالتضيق عليها وبمنعهم من الكتابة لا لشىء الا لانهم قالوا- ربنا الله ثم استقاموا !!! – اليس هذا هو العقوق الكبير بعينه – لهذه القامات المثقفة – الدول ياسادتي – لاتبنى الا بوجود مفكرين وادباء وشعراء – الجامعات تستطيع تخريج مئات المهندسين والاطباء سنويا ولكنها في نفس الوقت تعجز عن انتاج مفكر واحد !!! للذين لايعرفون العجلوني – اقول لهم – ان هذا المفكر الكبير قد قرأ اكثر من ثلاثماية الف كتاب واكثر- وصدر له حتى الان اكثر من خمسين كتابا يعالج فيها قضايا الامة والوطن – الوطن الذي يمنعه الان من الكتابة وهو في خريف العمر و الذي مايزال قابض على جمره وفيا له ولترابه وانسانه !!!؟الامم والدول – ياسادتي لن تتقدم قيد انملة – الا اذا وجد لها فكرا نيرا – ومن يصنع هذا الفكر الا المفكرون والمثقفون والشعراء والكتاب ويتم تحويله الى ثقافة عامة ونهجا وسلوكا تنهض من خلاله الامة – فالرسول عليه افضل الصلوات والتسليم – نهض بهذه الامة عندما هدم مفاهيم الجاهلية الفكرية غير السوية – وقدم نموذجا فكريا انسانيا يؤائم الفطرة البشرية – فبنى – عقول البشر اولا – وبنى – امة ودولة – وجعلها خير امة اخرجت للناس فصنع اول وحدة اممية في التاريخ البشري والانساني ذات مضمون انساني وقيمي اصيل في تاريخ الامم – ما زال ذكرها خالدا حتى الان .يقول احد الشعراء :- لايصلح الناس فوضى لا سراة لهم — ولا سراة اذا جهالهم سادوا .ويقول شاعر اخر :- لعمرك ماضاقت بلاد باهلها —– ولكن اخلاق الرجال تضيق .نتقدم بالتهنئة الخالصة للمفكر العجلوني على هذا الاصدار الجديد وندعو له بالصحة والعافية والعمر المديد ونتمنى على من يتولون زمام المسؤولية في ديارنا العزيزه ان تغلب عليهم لغة العقل والرشد في قراراتهم وان ينعم العجلوني بالعودة الى الكتابة مرة ثانية في صحف الوطن – معززا مكرما فالكلمة الجريئة الصادقة هي المطلوبة في هذا الوقت ولا ينطق بها الا الرجال فنحن بحاجة الى دولة رجال وليس دولة ذكور . فقد انتهى عهد الذكورية بمشيئة الله بغير رجعه وغير مأسوف عليها – اللهم فاشهد فاني قد بلغت وهذا اضعف الايمان .

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …