الحنيطي تكتب … صوموا عن أذيّة القلوب واقتاتوا الحب إفطار


هرمنا – بقلم : سارة محمد الحنيطي
رمضان مختلف فهو ينتزعنا من غفلة الحياة والركض ورائها ، اللهم رمضان يطهّر القلب والعقل ولا يُبقي فكرة ولا عادة إلا قوّمها وحسّنها ، اللهم همّة وعزيمة دائمة وقوة في الطاعة وإخلاص تام لك ، ما أفسدته شهور العام في أرواحنا المثقلة، تصلحه أيام رمضان بإذن الله .
رمضان فرصة لتغيير الكثير من عاداتك السلبية ، فرصة لتعرف أين تقف وما عليك مراجعته، الأمر لا يتعلق فقط بأمورك الدينية ومدى التزامك بل لتقييم شامل لنمط حياتك ، هي فرصة لأن تعود شخصاً جديداً ، فرصة ذهبية تزورك على شكل هدية .
قال تعالى : ” ثم لتسألّن يومئذٍ عن النعيم “
ونحن في العشر الوسطى من رمضان حيث يتحكم البطن في العقل ، ويكثر الإسراف والتبذير .
رسالتي لكل رب وربة أسرة ” لا تشتري أكثر من اللازم ، ولا تطهي أكثر من حاجتك ، ولا يجوز رمي الطعام المتبقي في القمامة ” وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ”
للأسف هناك عدة ظواهر تتكرر في كل رمضان أهمها :
التسول واستدرار مشاعر الصائم .التسوق بأعداد ضخمة وكميات هائلة وكأن رمضان شهر التخمةالأسئلة التي تستفتي حول أمور عجيبة كالقطرة ومعجون الأسنان وبلع الريق دليل على عدم إدراك مقاصد الصيام ، فنحن نجوع ونحن نعلم متى سنأكل ، احمدوا الله على نعمه وتذكروا من يجوع ولا يعلم متى يحين موعد طعامه .
تفقدوا أحوال أقاربكم وجيرانكم في رمضان ، فكم من بيوت أغلقت أبوابها من التعفف .
صوموا عن أذيّة القلوب واقتاتوا الحب إفطاراً، فرمضان خطة لزيادة وزنك في الآخرة وليس لزيادة وزنك في الدنيا ، فلعل رمضان هذا العام أجمل أعوامك ، معاناتك ، وخيباتك وأحزانك وكل ما خبأته في أعماقك ليس صدفة وعبثآ حدثت في حياتك .. تحزن على أمر رجوته لم يتحقق فيعوضك الله أكبر من توقعاتك ، لا تنطفئ ، عند الله لا تضيع أمنياتك.
وما يدريك لعلك طيلة شهر رمضان تُلّح وتُلّح ثم ينظر الله إلى قلبك فيجده راضياً صبوراً ممتلئ باليقين به فيعطيك أكثر مما ظننت ويؤتيك سؤالك، أبشر .
اللهم كما بلّغتنا رمضان بفضلك وإحسانك فبلّغنا ليلة القدر ، اللهم بلّغنا ليلة القدر ، أو أكمله لنا بذنب مغفور وسعي مشكور وتقبلّه منّا بقبول حسن ونحن بأفضل حال .
رمضان كريم..



