هرمنا – لقد اصبحنا نجد في الآونة الاخيرة كثيراً من المسؤولين ذوي المزاج المتقلب والمتغير ، ففي بعض التصريحات مبشرة بالتفاؤل والامل بالانتاج والعطاء والرؤية المستفبلية المشرقة ، وتارة نجدهم يصرحون ان القادم اصعب وستكون هناك قرارات على المواطن ان يتحملها ، وبين هذا وذاك هناك من يصرح بمشاريع يعلم المواطن انها من نسج خياله وأوهامه ، ويصف المشروع اسماً مفقط دون اية معلومات تفصيلية تقنع ان هناك مشروع حقيقي .
فلقد تحتل المزاجية نمط التفكير لاحداث الية من اليات التفاعل الاجتماعي لكسب عواطف المواطنين وتسكينهم ، بكلام ومشاريع يسودها الاضطراب في التفكير الذي يكون بعيداً عن التوازن العقلاني الذي يزن الامور بوازن العقل والحكمة ، فعلماء النفس عرفوا تلك المزاجية بانها حالة عدم استقرار على حال واحد من السلوك والتصرفات لهذا المسؤول .
فالمزاج السلبي هو عندما يتصرف المسؤول تصرفات واقاويل ويقوم بأفعال لا يتوقعها منه الآخرون ، واحياناً يثور لطرح هو يطرحه في سلوك متقلب ، وهذا ما شاهدناه للعديد من المسؤولين على الفضائيات في مقابلات لم يكن فيها المسؤول موفقاً في طرحه ، بل كان في وضعية حظي من خلالها بانتقادات كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
وهي ثقافة خطيرة وجدناها تتكرر عند العديد من المسؤولين في حظ عاثر لطروحاتهم ، وبين حجم اتفاقيات الاستثمارات التي تم توقيعها بالمليارات وعلى ارض الواقع الحالي كما هو عليه ، وان سالتهم عن سبب طروحاتهم الخارجة عن المنطق يخلق المعاذير التي تسعفه للهروب من تلك الحقيقة ، لانها كما يقول المثل ضحك على اللحى .
لقد اصبحنا نعيش هذا الوضع في كثير من ادارات الحكومات المتعاقبة للعديد من المسؤولين على مختلف عقولهم واصنافهم في منطق بعيد عن الواقعية والمنطق .
فالفقر والبطالة لا يزالان يراوحان مكانهم لا بل في تزايد مستمر ، والاستثمارات بدل ان تزيد تناقصت بعد ان اعلنت الكثير من هذه الاستثمارات التي لم تحافظ حتى على بقائها او تقدم الحلول للتغلب على المصاعب التي يعاني منها اصحاب تلك المصالح ، وعلى هذا الحال تشكلت السلبيات والفجوات بين المسؤولين والمواطنين بين قيل وقال وبين صادق وكذاب لتنعدم الثقة وتصبح النظرة المستقبلية عدمية .
ولكننا نبقى نقول ان هناك خيوط ضوء تتسرب لتخترق اسوار هذا الليل آخذه بالاتساع بارادة القيادة الهاشمية الحكيمة