أخبار عاجلة

جود … المحامي بشير المومني

هي طفلتي التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات وقد علمتني كباقي اطفالي الكثير وأهم ما تعلمته منها بأن الأشياء لا تبدو على حقيقتها .. فأنا أمارس أقصى درجات الحماية والعاطفة معها لدرجة أن أمها وشقيقاتها بتن يغرن منها ولا يتوقفن عن انتقادي حول مستويات الافساد الذي امارسه من خلال شتى صنوف الدلال الذي اقوم به تجاه ( جود سكرة العنقود ) في ( حملة ممنهجة ) لاخذ مساحة من الاهتمام وليصار الى اظهار الذات بطريقة او بأخرى ..

الاردن .. بالنسبة لي مثل ابنتي جود تماما اتعامل معه بمنتهى الحرص والحماية وامارس حق الدفاع عنه بكل ما املك من عاطفة وعقل ووجدان وابدان .. احتضنه كما ابنتي تماما .. افيض عليه بالحب والعاطفة .. انظر الى مستقبله بأمل وقلق .. اراه خير ما اوجده الله على ظهر البسيطة .. واحاول ان احتكره لنفسي واحتويه بين اضلعي وافديه كما ابنتي تماما .. ومن ثم يلومني الجميع على الافراط بالعشق والحب والعاطفة والدفاع لا لشيء سوى أنني اتنفسه ..

جود عندما تغضب مني لأنني منعتها عن خطر الاقتراب من قابس الكهرباء تعنفني وتتحدث بلغة اطفال لا افهمها .. ترفض ان تمنحني تلك القبلة .. وتبتعد عن حضني .. تحرد بعيدا .. وتبكي دلالا لتبتزني عاطفيا وتذرف الدموع .. وهي تعرف انها بذلك ستحصل على تعويض من نوع خاص يتجاوز خطيئة الاقتراب من الخطر .. وانا اعلم انها تعلم ذلك وتعلم انني اعلم لكن تغلبني الابوة على المعرفة فاستجيب لابتزازها بكل سرور ليمارس كل منا دوره في الحياة .. وهكذا وطني يجور عليّ حتى نخاع العظم فاستجيب بسرور وحب وعن طيب خاطر ولو تحدث معي بلغة الاطفال او بنبرة غريبة يشوبها التنمر والتعنيف .. ماذا افعل ان ابتلاني الله بترك عشق النساء وابدلني ما هو خير منه .. عشق الاردن !!!

حسنا .. قلنا ان الامور لا تبدو على حقيقتها اما الحقيقة فهي لا تعدو كونها ما نشعر به لا أكثر وفي معادلة الحقيقة لربما كان معيار الشعور هو ما يقترب من موضوعية التفسير فأنا أرى انني احتضن ابنتي جود واقدم لها كل ما استطيع من حماية وعاطفة لكن الحقيقة هي الحقيقة ومفادها أن ابنتي هي من تحتضنني وتفجر بداخلي كل تلك العاطفة الوجدانية لتختزلني في قبلة وهكذا هو الاردن على حقيقته يحوطنا بعاطفته ووجوديته ولا نحيط به ويختزلنا في النهاية بترابه .. في الايام الماضية لأول مرة أرى فيه الأردن بكل وضوح كما أرى جود ..

المحامي بشير المومني

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …