أخبار عاجلة

وصايا جدكم يا بايدن لها حدود بعكس وصايا جدودنا . .

هرمنا – بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

كلنا سمع الرئيس الامريكي جو بايدن وهو يقول لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في أول لقاء لهما بالبيت الابيض وهو في سدة الرئاسة أن جده قد اوصاه بأن يقول له ان يهتموا بالجيران ، وهو حتما بهذه الوصية لا يقصد بالجيران الفلسطينين او السوريين والعراقيين او السعوديين والمصريين ، ونحن نعرف انه يقصد بالجيران ( الصهاينه المحتلين) ولكن ما علاقة جد بايدن باليهودية ولماذا يفصح عن هذه الوصية لجلالة الملك وبهذا الوقت بالذات .
كلنا يعلم وشاهد فيديوهات لبايدن وهو يقول انه من الحركة اليهودية وانه صهيوني اكثر من اليهود ، كما ان اللوبي الصهيوني يعزز فكرة مفادها ؛ ان المسيحية هي امتداد لليهودية وانهم لا يمكن ان يكونوا مسيحيين إن لم يخدموا اليهودية والشعب اليهودي .

ومن ناحية اخرى فإن الكل يعرف ان نتياهوا قد استطاع ان يفسخ الامه العربية ويتحكم بثورات الربيع العربي في طل من مصر وسوريا والعراق ، كما أنه استطاع ان يزيد المستوطنات اليهودية ويبتلع معظم الأراضي الفلسطينية لدرجة انه صار يهدد بإبتلاع غور الأردن ووادي عربه ، كما استطاع ان يحصل من اميركا على اكبر دعم مادي ومعنوي ممكن ان تحصل عليه اسرائيل على مر التاريخ .

ولكن بايدن يعلم ان العلاقات الاردنية الاسرائيليه سيئة جدا جدا ، سواء كانت على مستوى القيادات او على المستوى الشعبي ، وهو يعلم أيضا ان السبب الأكبر في فشل نتياهوا وعدم نجاحه في الوصول الى مخططاته واهدافه الشرق اوسطية هي مواقف الأردن الشعبية و السياسية الثابتة والرافضة لكل المشاريع الصهيونية .

فكلنا شاهدنا التطبيع والتقارب الصهيوني مع بعض من دول الخليج العربي والسودان وكان سبب ذلك هي ارادات القيادات السياسية في تلك الدول المهرولة لحضن نتياهوا للحفاظ على عروشهم ، حتى ان هذه القيادات استطاعت ان تؤثر على وسائل الاعلام الرسمية والخاصة من السوشال ميديا في دولهم على الهرولة بالتطبيع ، وصاروا الناشطين والاعلاميين على السوشال ميديا يطبعون مع العدو الصهيوني ويزورون الحقائق الدينية والتاريخية ويهاجمون العرب والفلسطينيين والقضية الفلسطينية ، لدرجة اننا شاهدنا بعض الصهاينة يصرحون عن بعض الشخصيات العربية السياسية والاعلامية بأنهم صهاينة أكثر من اليهود انفسهم ومن مؤسسين الحركة الصهيونية .

ان التقارير الاستخباراتية اليهودية والامريكية اكدت وتؤكد بأن القيادة السياسية في الأردن لم ولن تجامل أي كان في توجهاتها على حساب القضية الفلسطينية ولا على حساب شعبها وارضها المحتلة ، ولهذا فإن كل الانجازات التي استطاع نتنياهوا تحقيقها مع العالم العربي هي وهمية زائلة ولن تكون حقيقية وثابتة أو منتجة ما لم يستطيع النجاح في التطبيع مع القيادة السياسية الاردنية .

وهذا ما دعى الرئيس الامريكي بايدن ان يحاول بأن يوصل رسالة لجلالة الملك بأن هناك وصية من جده للملك تقول له بأن يتوصى ويهتم بالجيران .

ولا ننسى ان الدولة اليهودية وعلى رأسها نتنياهوا قد حاولت وبالتعاون مع الادارة الأمريكية السابقة لدونالد ترامب ان تتجاهل الدور الاردني من قيادة وشعب واعتباره هامشيا ، كما وأنهم فشلوا كإدارات في نجاحاتهم في كلتا الكيانين الامريكي والصهيوني ، فترامب خسر في إعادة ترشيحه للرئاسة ، ونتنياهوا أيضا خسر في اعادة انتخابه رئيسا للوزراء ، بينما كانت هناك نجاحات اردنية تحققت في اعادة الغمر والباقورة غصبا عنهم ، كما الفتن التي حاولوا الصهاينة زرعها في الوطن ليؤثروا على مواقف الأردن السياسية من مهاجمة الملك والتشكيك في دوره قد فشلت ، ومحاولة اثارة الفتنة داخل العائلة الملكية كلها قد بائت بالفشل الذريع ، بل بالعكس قد زادت التفاف الشعب حول القيادة وتمسكه بها ، كما أنها حظيت ايضا بالدعم من معظم دول العالم .

واخيرا قد نختلف على المستوى الداخلي في طرق الإصلاح السياسي والإداري والوظيفي مع التوجهات الحكومية ، وقد نرى احيانا نيات صادقة في الإصلاح داخل الوطن ، ولكننا لا يمكن أن نختلف على أن القيادة السياسية في الوطن قد نجحت نجاحا باهر في التعامل مع هذا الملف الاسرائيلي الفلسطيني والأمريكي وهو الذي ينسجم من الارداة الشعبية الأردنية في الوطن .

واخيرا نقول لجو بايدن ان وصية جدك لك لها حدود ، احتفظ بها وبلها واشرب ميتها ، فوصايا جدودنا وجدود الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه هي اساس العقد الاجتماعي الذي يربطنا ، وهي ماؤنا وقمحنا وشمسنا التي وإن غطت على نورها بعض السحب ولكنها بالآخر ستعود ساطعة مرة اخرى ولسوف تحرق وصايا اجدادكم يا بايدن التي لها حدود ، بعكس رسائل جدودنا التي ليس لها حدود حتى يرث الله الأرض وما عليها ..

شاهد أيضاً

زراعة الوسطية تحذر مزارعي العنب من الأمراض الفطرية

هرمنا الاخباري-دعا مدير زراعة لواء الوسطية قتيبة عبيدات، مزارعي العنب في اللواء لاتخاذ إجراءات احترازية …