أخبار عاجلة

. بسام روبين يكتب…حركات إسلامية تتجاوز آداب الجنازة !!

هرمنا – ابتعدت بعض الحركات الإسلامية في الشارع الأردني كثيراً عن هموم المواطن وقضاياه الوطنية والقومية ،فلم تعد تهتز لرفع الأسعار عليه ،ولا لتضخم بطالته ،ولا لظلم الأبرياء منه ،ولا حتى لتفشي الفساد ،بينما نراها بين حين وآخر تستعرض قوتها بحشود ضخمة من مؤيديها وأعضائها ،فقد شاركوا مؤخرا في تشييع جثمان أحد المجاهدين رحمه الله ،وما هو غير عادي استثمارهم مراسم الجنازة لتحقيق منافع بإرسالهم برقيات استعراضية واضحة للسلطات.
فمن يشاهد بعض الفيديوهات لا يميز أنها تعود لجنازة تكريمية لأحد المجاهدين بقدر دلالاتها على أنها أشبه بمهرجان منظم لإظهار شعبية وقوة زعماء هذه الحركات من خلال الهتافات الشخصية للقادة والتعييش لهم ،بينما يتم التصدي للمحاريين القدامى ومصابي الحرب المطالبين بحقوقهم ،ويجري تجاهل مطالبهم مع أنهم بناة هذا الوطن والمحافظين على أمنه في السراء والضراء ،حتى وهم يجلسون في البنك نراهم يتدخلون لإنقاذه ،ولكنهم ومع الأسف أصبحوا يعيشون ويعاملون خارج نطاق التقدير والاحترام عند بعض المسؤولين.
وكم تمنينا أن نسمع تلك الأصوات والرسائل بغير هذه المناسبة الجليلة لمواجهة الاحتلال الصهيوني ،وضد الفقر والبطالة وارتفاع الاسعار ،فقد اعتادوا بين فترة وأخرى على استعراض قوتهم في الميدان ،والمؤسف أن هذه الدعوات تلاقي استحساناً جماهيرياً يفوق تلك الدعوات التي تستهدف القضايا الوطنية والتي تسعى الحكومة دوماً لإبطال مفعولها لتحاشي تكرار سيناريو رحيل حكومة الملقي ،وهذا يشير ربما بوجود صفقة ما بين الحكومة وبعض قيادات هذه الحركات بهدف الالتفاف على مطالب الشعب ،بعد انخراط هذه الحركات بمشاريع مشتركة مع الحكومة جسدت من معاناة المواطن المظلوم الذي ما زال بعضه يصفق لهذه الحركات ويلبي دعواتها ،برغم تكرار خذلانها له في الأوقات الصعبة ،لذلك قد يفهم السماح لها باستعراض قوتها على أنه حاجة ملحة للطرفين لتفريغ الشحنات السلبية الزائدة لهما.
وأعتقد أن هذه الحركات ستواجه تراجعا في حضورها السياسي والحزبي مع أول انتخابات ،فالشعب بات أكثر وعياً ومن الصعب أن يسقط في تلك الحفر التي اعتادوا على إسقاطه فيها لأسباب مختلفة ،وربما يعقد هذا المشهد من صورة أي حكومة برلمانية قد تنتجها انتخابات نيابية على أساس حزبي مغلف بالكوتات ،فمعظم الأحزاب أصبحت ترتدي لباساً بدرجات اللون الواحد ،فلم يبقى منها يميني ولا يساري ولا إسلامي أو وسطي ،فالكل يسبح في نطاق السلطات لنيل رضاهم بعد خضوعهم للعديد من عمليات التجميل لمواكبة أي مخرجات سياسية قد تستحدث للإبقاء على محركات السياسة القائمة متوافقة مع التحديثات.
وربما نستطيع القول بأن البرقيات التي حملتها الجنازة فيها تجاوز على آدابها وكان من الأنسب أن تلتزم هذه الحركات بآداب الجنائز بصفتها قدوة للعامة في سياق الأمور الدينية التي تعمدت الخلط بينها وبين السياسة في تثبيت جسورها بعد أن اهتزت وأشرفت على الوقوع.
رحم الله شهداء الأمة العربية والإسلامية وأسكنهم فسيح جناته.
العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …