فن و منوعات

“مدرسة الروابي” ..لم يتلفن عياش

هرمنا خالد اللو باني

أمام حالة الإسفاف والسطحية المقصودة في المجال الفني السائدة منذ سنوات تبقى العبارات الخارجة التي وردت على لسان “الممثلات” في المسلسل الاردني” مدرسة الروابي” الذي انتجته شبكة “نيتفلكس”، تبقى عادية جدا رغم انها جاءت مقحمة تماما وتفتقد للضرورة الدرامية في مسلسل غابت عنه كل المقومات الفنية . وفي معرض الهجوم على العمل كان النقد منطلقا من عقلية تآمرية بحتة ووفق نظرية المؤامرة، شخصيا لم أنظر لهذا العمل من هذه الزاوية مطلقا،فكل مارأيته هو عمل “فني” جاء متعالياً على الواقع من مخرجة رأت أن كل مشاكل الأردن تنحصر في قضية تنمر فتيات على زميلات لهن، وحتى في هذا الإطار فقد فشلت المخرجة فشلا ذريعا فبالإضافة الى عدم قدرتها على اظهار امكانيات طاقم العمل في الأداء والقدرة الابداعية على تخيل وسائل التنمر والمؤامرات الصغيرة بين الطالبات والتي جاءت مؤامرات سطحية وصبيانية لاتجذب المشاهد، مثلا بعكس الإبداع الذي رأيته في الفيلم الأمريكي” انتخابات” الذي قدمته الممثلة الساحرة “ريس ويذرسبون” عام 1999 ، وبالإضافة الى ذلك فقد فشلت في قراءة ظاهرة التنمر نفسها من خلال عزلها عن سياقها الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع. وهذه المقدمة تقودنا الى سؤال مشروع ..هل مجتمعنا الاردني خال من المشاكل الجدية الى الحد الذي نتجه لمناقشة مشكلة تنمر فتيات في مدرسة يصلن اليها من ارقى الفيلل عبر سيارات فخمة، هل هذا هو المجتمع الاردني الذي يمر بفترة صعبة اجتماعيا واقتصاديا، وهل مشكلات فتيات مدرسة الروابي هي ذات مشكلات فتيات مدارس الزرقاء والرصيفة وسقف السيل؟ أنا شخصيا امتلك قناعة مطلقة أن “الفنانين هم جواسيس المستقبل” ونبض الناس ، وبالتالي فإن مخرجات مسلسل “مدرسة الروابي” جاءت كما ..تلفن عياش ..متل كأنه ماتلفن.

ملاحظة..مع الاعتذار من الموسيقار الكبير زياد رحباني الذي قمت باستعارة اغنيته كعنوان للمقالة.

مقالات ذات صلة