هل ستدير شركة “مياهنا” فروعها من منابر المساجد ؟!


هرمنا – وسط حالة من الترقب القلق لمآلات المشهد المائي في الأردن وحالة الجفاف التي باتت تكتسح السدود وأختفاء أي حلول حكومية تطمئن أفئدة الشعب، تخرج شركة مياهنا بتصريحات أمس الثلاثاء، وأدت أي بريق للأمل يتشبث به الأردنيين للحول دون وصول “العطش” إلى منزلهم.
مياهنها قالت على لسان الناطق الرسمي إن “الموسم المطري المقبل لن يكون غزيرًا، مطالبًا بالدعاء والصلاة للخروج من الازمة المائية التي يعيشها الاردن”.
من يجرؤ على التشكيك بقوله تعالى ” لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ”، فالفرج دائمًا مهما طال قريب، كما وقال تعالى لنوحٍ عليه السلام عندما رغب وقومه بالاستغفار حتى تتنزّل عليهم الخيرات ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا”.
لكن الأنسان مطالب بالسعي، خير مثال على الشقاء حصل لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في نشره للإسلام، فلم تتم دعوة الناس للدين ومحمد جالس في بيته بل جهد وعمل حتى يرى الله عمله، حيث قال تعالى “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”.
إن الله لا يسمع من عبدٍ دون التقين من عمله، وهذا ينطبق على الحكومة والمؤسسات الرسمية والخاصة بإدارة الملف المائي والتي بعد اخفاقها باتت تطلب التضرع لله دون إظهارها لخططها أو محاولاتها في التحوط ضد الأزمة سابقًا، أو علاجها بعدما بدأ الوضع المائي في الأردن ينذر بالجفاف، فالقاعدة تؤكد أن”فالجزاء من جنس العمل”.
أخيرًا؛ تمخضت عدة تساؤلات بعد التصريح الأخير لشركة مياهنا، هل تصريح شركة مياهنا الذي ينذر بعدم وجود آفق لإستبانة الحل في الأزمة المائية المتفاقمة؟ وهل ستدير شركة مياهنا فروعها من منابر المساجد للحث على الدعاء بدل القيام بدورها؟، وهل حظي هذا التصريح بمباركة الجهات الحكومية المسؤولة عن الملف المالي والتي أعلنت مؤخرًا أن عجز ماء الشرب وحده تخطى الـ 40 مليون متر مكعب، حسب سلطة المياه؟.



