ما وراء الأكمٌة من الاتفاقيات مع الكيان المحتل …بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

هرمنا – عندما تستطلع الأراء في الشارع الأردني من الطفل والطالب والكهل والجاهل والمثقف تجد أنهم كلهم متفقون ومؤمنون بأن الكيان الإسرائيلي الغاصب لا عهود لهم ولا مواثيق معهم تحترم ، وحتى لو سألنا نفس الشعب اليهودي في حكومة الكيان المحتل لكانت اجاباتهم تتفق مع اجابات شعوب العالم ومع كل أتباع التوراة والإنجيل والقرأن من حيث أنهم ص هيو نيين نقضوا العهود والاتفاقيات ، وخانوا الجار وحرقوا الأشجار وقنلوا الحواريين والأنبياء .
إلا أعضاء حكوماتنا الأردنية العاملين وليس المتقاعدين ، فإنهم لا زالوا يرون في حكومة الكيان المحتل بأنها الملجأ والمخلص لنا في ماءنا وغذائنا وكهربائنا وزراعاتنا .
لماذا كل هذ الإصرار العجيب والغريب في عمل مثل هكذا إتفاقيات استراتيجية تؤثر على عقيدتنا الحياتية وتجع مستقبلنا ومستقبل أجيالنا مرتبط بجندي اسرائيلي متطرف حاقد ، اقتحم المسجد الأقصى وحرق شجر الزيتون وقتل الأطفال والشيوخ والنساء وهدم المنازل فوق أصحابها، ثم إحتصل على ترقيات نتيجة ما قام به وصار وزيرا للخارجية أو للدقاع أو رئيسا للحكومة في الكيان المحتل على الأرض المغتصبة .
مع من توقعون الاتفاقيات يا حكوماتنا النايمة !! اتقبلون أن تتصافحوا مع من قتل جَدّ ابناؤكم أو أخوالهم أو جدّاتِكم
، وتقبلوا أن تتعاهدوا مع من خانوا رسولكم وحاولوا أن يقتلوه ويسمموه ، اتتفقوا مع من أرادوا ويريدوا أن يحرفون القرآن ويشوهون السنة النبوية .
لماذا هذا الإصرار العجيب على تسليم رقابنا للعدو وإعطائهم سيوفنا ليقطعوا رؤوسنا بأيدينا ، ويظهرون أمام العالم بأنهم هم المحسنون الرؤوفون الرحماء .
ليس خفيا أن الكل صار يعرف بأن الغاية من هذه الاتفاقيات هي غايات شخصية لأشخاص جونيين متنفذين يريدون أن يتكسبوا منها ماديا .
والكل يعرف أن السلطات الأردنية تستطيع أن تتهرب من أي ضغوط سياسية دولية خارجية اذا كان شعبها يرفض هذه الاتفاقيات ، ولنا العبرة في الماضي القريب عندما وقف العالم كله ضد العراق وصدام حسين ، ومورست على المرحوم بإذن الله الملك الحسين رحمه الله أعتى واقوى أنواع الضغوط الدولية ليقف مع العالم ضد صدام حسين والعراق ، إلا أنه وقف وقفت الرجال الشرفاء مع توجهات وإرادة الشعب الأردني ، وتحلل من كل هذه الضغوط الدولية الشرسة ، ووقف وقفته الشريفة مع شعبه ومع العراق .
وأخيرا فإن الشعب الأردني بات يعرف ما وراء الأكمّة وصار متأكدا بأن هذه الاتفاقيات التي تبرم بدون علم الحكومة أو رقابة مجلس النواب ما هي الإ إتفاقيات تجارية تثري أشخاص جونيين لا يهتموا لا لوطن ولا لمواطن ولا لقضية ، وإنما يهتمون فقط في زيادة أرصدتهم المالية في البنوك الخارجية على حساب كرامة الأمة .
وهنا أود القول بأن الشعب الأردني يريد كرامة فقط ولا يريد ماء أو طاقة تلغي وتمسح هذه الكرامة ، فلا غذاء ولا دواء ولا طاقة او كهرباء يعوضنا عن فقداننا لكرامة صارت تشترى وتباع .
اعظم الله اجركم يا وطني مع زغرودة من هلالة ..