تعليم وجامعاتسلايد شو

نحو مدن مستدامه لصالح الاجيال القادمة … الدكتور زيد احمد المحيسن

هرمنا – يفكر الوطني بالاجيال القادمة ، اما السياسي فيفكر بالانتخابات القادمة “المدن مثل الكائن الحي تنمو وتتنفس ويزداد حجمها كل عام ، وهذا النمو سواء كان طبيعيا ام قسريا من خلال الزيادة في السكان نتيجة لعمليات النزوح من الارياف تجاه المدن وكذلك من البوادي طلبا للعمل والخدمات او نتيجة للزيادة الطبيعية في عدد السكان .انما هناك ظروف اقتصادية اجتماعية خدمية تلازم هذا النمو ، من هنا فان موارد هذه المدن في حالة استنزاف واستهلاك جائرودائم لمواردها دون النظر الى مستقبل الاجيال القادمة التي ستعيش في هذه الحواضر ، لهذا جأءت فلسفة المدن المستدامة واهميتها في عملية تطوير المجتمعات والاعمال بشرط ان تلبي احتياجات الحاضر بدون مساس بمقدرة الاجيال القادمة على تلبية حاجاتها من الموارد والخدمات حيث تقوم فكرتها و في جوهرها على عدة عناصر اقتصادية وبيئية وعدالة في التوزيع والترشيد في الانفاق .فالمدن تتعرض بيئتها للتدهور المستمر الذي يجب علينا التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية الوازنة والمساواة والعدل الاجتماعي في توزيع الموارد والخدمات للجميع فتحسين ظروف الحياة والمعيشة داخل المجتمعات الحضرية والمدن هدف اصيل من اهداف التنمية المستدامة للمدن ، وان اهم التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة للمدن هو الحد من الفقر ومكافحته من اجل القضاء عليه في قادم الايام ،والقضاء عليه يتطلب ايجاد فرص عمل وتحسين في وسائل الانتاج وتكنولوجيا وتقنيات حديثة وصديقة للبيئة تساهم هذه الاليات ايجاد مشاريع انتاجية تولد فرص عمل لجيش العاطلين عن العمل داخل هذه المدن ،لقد ولدت الزيادات غير المنتظمة في السكان داخل المدن الى نشؤء مدن الصفيح والبناء العشوائي والاعتداء الجائر على املاك الغير حكومية وخاصة نتيجة النمو الاقتصادي وتسارع في حركة العمل حيث اصبح الطلب على الايدي العاملة دون توفير سكن مخطط مبني على اسس ياخذ بالحسبان التخطيط العمرني الحضري من جهة ويلبي حاجة الناس للسكن والمساكن فالاعمال ودوران حركة الانتاج جذبت العمالة من الاطراف فتم تنمية العواصم على حساب تنمية الاطراف وزاد الطلب على المياه والكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية والتخلص من النفايات بانواعها المنزلية والصناعية والانشائية والالكترونية وعانت من جراء ذلك المدن كذلك من ازمات خانقة في النقل والمرور وقلت الفضاءات والمساحات الخضراء والحدائق والمتنزهات واصبحت المدن اشبه بكراج كبير للسيارات وللحافلات وعمران باذخ من الحجر والاسمنت – فتم خلع الشجر وزرعنا مكانه الحجر وهذه معادلة غير سوية – من هنا فان مفهوم التنمية المستدامة بدأ ياخذ زمام المبادرة بضرورة الانتباه الى مجريات الامور الحضرية وبدات قيادات المدن العمل لهذا الانذار المبكر لواقع المدن مستقبلا من خلال ايجاد خطط مستقبلية تنموية توجه الاعمار ومشاريع الانتاج والتنمية المحلية ، والبحث عن مصادر تمويل جديدة لتواكب المستجد من الاعمال ورسم خارطة طريق تكون بمثابة بوصلة طريق ومرشد لرؤساء البلديات وذلك للعودة اليها كلما تطلب الامر ،من اجل خلق واقع بيئي جديد يتلائم من متطلبات برامج التنمية المستدامة للاستفادة من عمليات التمويل المادية والفنية التي تقدمها المنظمات والدول المعنية في تمويل موارد وبرامج التنمية المستدامة وخلق حياة صحية صديقة للمواطن في المدن ملبية لمطالبهم وحافظة لحقوق الاجيال في هذه الموارد الطبيعية .ان الانسان جزء لايتجزأ من الطبيعة بمفهومها الاشمل وعلى هذا الكائن ان ياخذ من الطبيعة الشىءالذي يحتاجه ويتعامل معها دون اسراف او تفريط وعلية اولا واخيرا ان يتعلم من النحلة كيف تتعامل مع الزهرة انها تمتص رحيق الزهرة ولكن لاتؤذيها او تعبث بها بل تتركها للاخرين لكي يتمتعوا برائحتها العطرة وجمالها الاخاذ .

مقالات ذات صلة