أخبار عاجلة

كثر المنظرون والمحللون يا ريان . …بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

هرمتا – بادئ ذي بدء اسأل الله له الرحمة ولأهله الصبر والسلوان .

لقد تابعت كغيري من العالم على وسائل الإعلام الرسمية والخاصة وعلى مواقع التواصل الإجتماعي محاولة إنقاذ الطفل المغربي ريان من البئر الذي حفره والده وسقط ريان فيه .

وذكرتني هذه الحادثة بحادثتي السلط والكرك الإرهابيتان اللتان كان لهما أيضا نصيبا كبيرا على مواقع التواصل الإجتماعي ، حيث كنا نستمع لبعض المحللين والمنظرين الذين كانوا قد امطرونا بوابل من الحلول والتحليلات والاقتراحات ، وكان أكثرها انتقادات للإجراءات لمن هم يتعاملون مع هذا الموقف في قلب الحدث .
ولا زلت أتذكر المثل العربي الذي يقول (الذيم تحت العصي مش مثل الذي يعدونها) فعندما تكون أنت في موقف طاريء وتواجه مشكلة ما ، وتجد نفسك ملزما بإيجاد الحل لها ، فإنك سوف تقوم بما يسمى بتقدير الموقف وحساب الخسائر والمرابح التي قد تتاتى من اتخاذك لأي قرار تتخذه ، والذي سوف يجعلك تتحمل المسئولية في مواجهة تلك المشكلة .

حادثة المرحوم ريان في قاع البئر والمحاولات البائسة بالإنقاذ من قبل الأجهزة المختصة والتي كانت ترزح تحت الضغوط النفسية والزمنية والإعلامية ، ذكرتني بحادثتي السلط والكرك عندما كان أفراد قواتنا المسلحة والأمنية يواجهون اخطار الموت في التعامل مع بعض الارهابيين الذين استطاعوا أن يقتلوا عددا من عناصر قواتنا المسلحة والذين استشهدوا بالواجب ، حيث كان منهم الشهيد معاذ الحويطات وسائد المعايطة وبعضا من رفقائهم ، وبنفس الوقت كان هناك أشخاص يجلسون في منازلهم خلف الشاشات ويضعون أمامهم دِلال القهوة وينعمون بالدفئ ، وكانوا أولادهم يلعبون أمامهم مستمتعين ، ولكنهم كانوا يتفلسفون بتقديم اقتراحات وحلول للمشكلة أو انتقادات وتهجمات على من هم في قلب الحدث ووقع منهم شهداء وخسائر بالأرواح .

حادثة المرحوم ريان جعلتني اصمت واتابع وادعوا الله صبح مساء ان يخرجه لأهله سالما معافى ، ومع انني فقدت الأمل بنجاته بعد اليوم الثاني من سقوطه بالبئر استنادا إلى الظروف المحيطة به وبعمره وبالبئر وبالطقس أيضا ، إلا أنني لم اقنط من رحمة الله تعالى .

ولنعود إلى حادثة السلط والقلعة وتعامل القوات الأمنية من الإرهابيين واللتان هما أيضا خلقت على مواقع التواصل الإجتماعي علماء ومحللين ومفسرين ومنتقدين كانوا يجلسون في منازلهم ويتابعون الحدث من وراء الشاشات ، هؤلاء الذين لم يصدف لهم يوما أن تعرضوا لمثل هكذا مواقف ، هؤلاء الغير قادرين على تسليك مصرف او بالوعة في منازلهم إلا بمساعدة موسرجي ، ويريدون أن ينفذون طفلا وقع في بئر على عمق 32 متر ، هؤلاء الذين تفيض عليهم المياه في منازلهم من حفرة لا يتجاوز عمقها 15 سم اسمها مصرف وليس بئرا ، تراهم يتفننون بتقديم الحلول والاقتراحات لإنقاذ الطفل ريان على عمق 32 متر في بئر متهاوي الجدران .

وللأسف لقد كثُرت الانتقادات والإقتراحات ويا ليتها كانت تقتصر على الدعوات لله بمساعدة اطقم الإنقاذ بإخراج الطفل ريان أو كانت بإلقاء القبض على الإرهابيين دون وقوع خسائر بالأرواح ..
اتقوا الله يا جماعة الخير ودعوا اهل الخبرة والإختصاص يقومون بواجباتهم ، فلا أنتم اعرف أو أفهم منهم ولا هم ينقصون عنكم عطفا أو حماسة بالإنقاذ .
ويا ليتكم تُسلكون بلاليع مصارفكم أو تفكرون بمنع المياه عن مداهمة منازلكم عند أول شتوة يمطرها الله عليكم.

شاهد أيضاً

ولي العهد يحضر افتتاح اللقاء التفاعلي للبرنامج التنفيذي لتحديث القطاع العام بين عامين

هرمنا الاخباري-سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، اليوم السبت، الجلسة الافتتاحية للقاء التفاعلي …