أخبار عاجلة

وصايا النور الوصية الخامسة ( تحرر من هوية الشكل )

يارا عويس

أنت عالق فيها ما تزال تعني لك خطوط الوجه وتفاصيل سبر أغوار الآخرين مهمه تلقائية من خلال الشكل، لا بأس فقد تشكل علامات تراكمية انطباعاً أولياً عن ماهية الكيان مما يخضعك للتجربة مجدداً.
في البعد الآخر من حصيلة الوعي الجديد ثمة فرق بين عبورك الى الآخر من شكله أو من صمته منغمراً في بعد الابعاد الكلية الخالية من الابعاد بعد الامتجلي.
على مقربة من تحولي الذاتي من هذا البُعد والذي يصنع صورة ذهنية تكاد أن تلتصق بعقلك، فإنني أدركت بعداً آخراً حدسياً في الاتصال الكوني يكاد يكون أكثر عمقاً في كينونة الآخر بالتعامل مع الشكل مجرداً من معلومات فراستك في قراءة الوجوه.
تماماً كما ورقة الشجر بين يدي أراها في أبعاد عمقها وأتلمس الخالق في تفاصيلها كذلك نظرتي المجردة من أي معنى في العبور من الشكل الى المطلق في اعماقك.
طالما أنت عالقٌ في الشكل فلن تعي الحب المطلق المتجذر فيك، لأن لخطوط الشكل محدودية لا تسبر بها الكينونه بل تحصرك في إطار الصورة التي يصنعها عقلك.
يظللك الحب والهيام بماهية الحضور لأنه يعطيك صورة عن الشعور بالاتحاد، لست روحانياً بل شفافاً ببريق العاطفة وانهمارها، لعلها وِجهة ترينا لمحة من ماهية الاتصال، لكنها منحصرة في كيان محدد لا تجعلك مدركاً لاتحادك المطلق بالمطلق بكل ما هو فيك ولك في كل مكان.
لا أنكر هنا دور تلك المشاعر في تطورنا وارتقاءنا ككائنات شوه هويتها الوعي الجمعي فانزاحت عن حقيقة هوية المحبة والسلام في العمق المطلق.
إن دور الحب الشكلي أو المرتبط بهوية الشكل لا يقتصر على غمرك بالاتحاد بل أنه يؤدي دوراً أسمى في تطور رحلتك ونموّك، إنه يعلمك الحياة، ويحمل رسالة لحياتك في آن حلوله لابدّ أن تدركها. إنه يمتن لديك اليقين بسمة من سمات المطلق المقدّس، على سبيل المثال أخلص من هذه التجربة بأن أفهم وأدرك وجهه المتكبر أو الغاضب أو الرحيم أو أو …. إنه يعلمنا الوعي إذا ما وصلت رسالته على أكمل وجه لتريك جانبك المضئ في تلك التجربة الحياتية.
بعيداً كل البعد عن ماهية الشكل فإنني أدرك فيك المطلق إذا ما أدركته بذاتي أولاً، إتحادي مع كل خلية في وجدانك هو ذاته اتحادي مع الشجرة والصخرة والمكتب والقلم، أحب كل خلق الله وتمثله في الطبيعة الجوهر وصناعة الانسان أيضاً، هنا بادراكي لماهيتي في كل مكان أستطيع أن أكون المتحكّم بمجريات حياتي لأنني هناك وهنا وحيثما تكون بذرتي أستطيع أن أحييها، هنا أنت بالحي تنبض بك الحياة، هذا هو الحب المطلق الذي ينقلك إلى حقيقتك العظمى وتأثيرك في المحيط.

نهرالنور

يارا #الآن وكل آن وإلى أبد الدهو

شاهد أيضاً

تعزيز تنافسية المنتج الأردني

هرمنا الاخباري-نستطيع القول أن تعزيز تنافسية المنتج الأردني تعتبر حلقة أساسية في اطار الجهود التي …