أخبار عاجلة

الدراما الأردنية الرمضانية تافهه جدا وبإمتياز .

هرمنا الاخباري – عمان -قلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.

في كل عام وتحديدا في شهر رمضان المبارك ينتظر الأردنيون وكل الشعوب العربية نتائج الأعمال الفنية التي يتم العمل عليها طيلت أيام السنة وقد تم الإنتهاء منها ليتم عرضها في شهر رمضان الكريم ، ولا ننسى خطورة بعض هذه الأعمال الفنية وخصوصا أنها تمثل أحيانا غزوا فكريا للشعوب وحربا شرسة وقوية لا تستطيع مجابهتها كونها تدخل منازلنا دون استئذان ، وأكبر دليل على ذلك الدراما التركية القوية التي استطاعت أن تغزوا الشاشة الأردنية والعربية وصارت بعض مسلسلاتها تؤثر على العادات والتقاليد والأعراف والتعاليم الدينية والشرعية بإيجابيات قليلة وسلبيات كثيرة .
ولا ننسى أيضا الدراما ألسورية واللبنانية والمصرية والخليجية والعراقية اللواتي أيضأ أبدعن في هذه الحروب من خلال جذب المشاهد العربي الذي صار يتابع كل انتاجاتهم على الشاشة الصغيرة والكبيرة ، لا بل إن بعضا من هذه المسلسلات قد فرخت وصار هناك منها أجزاء ومواسم تعرض فقط في أشهر رمضان من كل عام .

كذلك إذا ما تابعنا معظم هذه الإنتاجات الفنية فإننا نجد في المسلسلات الدرامية القصة المقنعة حتى لو كانت من نسج الخيال أو مستحيلة الحدوث ، وتجد الممثلين يعيشوا أدوارهم وكأن هذه الدراما تعطيهم التعبير الواقعي لما يحدث أو حدث او سيحدث في المستقبل ، فهي صناعة مهمة في الغزو الفكري والجذب السياحي والتعليم الثقافي .

وأما إذا ما راجعنا الدراما الأردنية وخصوصا النوع الكوميدي منها فإنك تجد كل أبطال هذه المسلسلات عادة ما يكونون إما خالعين أو هبلان أو مجانين ولكنهم ينطقون بعبارات الحكمة من أفواههم في نهاية كل حلقة أو في نهاية كل مسلسل ، ثم تجد أن الغايات أو الأهداف أوالسياحة والإقتصاد أوالتوعية في منع الجريمة أو الحماية منها معدومة نهائيا في مضمون وفكر المسلسلات الأردنية، لدرجة أن المشاهد الأردني يستغرب من بعض التصرفات أو المشاهد التي ليس لها صلة بواقعنا ولا هي من أعرافنا وعاداتنا ، إضافة إلى أن اللغة أو اللهجات التي يعتمدونها في حواراتهم ونصوصهم كثير من المشاهدين يستغربونها ويستهجنونها كمواطنين أردنيين لأنها ليست من اللهجات الأردنية ولا تمثل مدينة معينه ولا إقليم يمثل منطقة معينة .

لماذا هذا العجز والقصور في الدراما والأعمال الفنية الأردنية التي كانت بالماضي تعتبر من أكثر الأعمال الفنية مشاهدة ومتابعة وخصوصا في دول الخليج العربي مثل المسلسلات البدوية أو البرامج والمسابقات الثقافية .

أين القصص والسيناريست ! أين الممثلين والمخرجين الذين عادة ما يكون لهم الدور الأكبر في إنجاح الأعمال الفنية !
هل صارت بعض المسلسلات الأردنية إما مشاهد تمثيلية من مستشفى الفحيص للأمراض العقلية أو من حالة شوارعية في بعض الحارات الخارجة عن الالتزام بالقوانين والأنظمة .
مسلسلات تافهه بمضمونها الغير معروف، وبأبطالها الذين يتقمصون شخصيات المجانين أو الخالعين ،وبلهجاتها الغير واقعية والمحكية ، مسلسلات ساقطة فنيا لأنها لا تعبر لا عن واقعنا بالماضي ولا عن حاضرنا الذي نعيشه ولا عن حالة ممكن أن تحدث لنا بالمستقبل، إضافة إلى أن مخرجينها لا يتمتعون بأي سمعة لأي عمل فني واحد قد أنتجوه في هذه الصناعة .

ولا نريد أن نعرج على أن أسباب ازدياد مساهمات السياحة في الدخل القومي التركي كانت ناتجة عن المواقع التي يتم تصويرها وعرضها في المسلسلات التركية وليس كما يحدث عندنا من خلال التصوير في استديوهات خاصه أو مناطق ليس فيها دعاية سياحية ولا مواقع جميله تشجع المشاهد على الزيارة أو المتابعة .

أتمنى على التلفزيون الأردني وبعض التلفزيونات الخاصة بأن يرصدوا المبالغ التي يخصخصونها لهذه الأعمال الفنية بأن يحولونها إلى طرود خير للمحتاجين أو يدعمون الحكومة التي تريد معالجة بركة البيبسي بمدينة الرصيفة أو ملحمة الأبراج الفاشلة على الدوار السابع أو يخصخصوها للنواب الذين يسافرون في مهمات خارجية ويستغلون السفراء في الصرف عليهم داخل الكازينوهات المجانية بالأكل والشرب .
دراما فنية أردنية تافهه جدا وبإمتياز.

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …