أخبار عاجلة

لوسي والشرطي ومعالي الوزير


هرمنا الاخباري – عمان – بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .

يوم أول أمس السبت ودعنا أحد رفاق السلاح المرحوم اللواء سلمان باشا المعايطة ابو ظفار والذي لا يمكن لأي عسكري أن يتذكر رجالات الأمن العام وأعمدته دون أن يتوقف طويلا عند مسيرة المرحوم المعطرة بالرجولة والشهامة والانتماء والولاء ، نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان .
يوم السبت الماضي ذهبت من أجل حضور مراسيم دفن المرحوم سلمان باشا وقبل توجهي إلى المقبرة توقفت عند أحد الميكانيكين من أجل عمل صيانة لسيارتي حيث سألني عن وجهتي فأخبرته بها ، عندها بكى الشرطي على سلمان باشا وترحم عليه طويلا ثم روى لي قصته عندما كان شرطيا في الأمن ويسوق مع المرحوم سلمان باشا ومع لوسي وصاحب المعالي .
القصة ابتدأت عندما ورد خبر إلى والده الشرطي بأنه إبنه قد دهس المدعوة لوسي التي كانت قد خرجت من منزل صاحب المعالي دون أن تنتبه لحركة السيارت وقد صادف خروجها مرور هذا السائق بسيارة الأمن العام الذي دهسها وما لبثت أن فارقت الحياة على الفور، عندها قامت القرعة على أم القرون وخرج صاحب المعالي وعائلته على الحادثة وصاروا يصرخون على الشرطي وتارة اخرى يبكون ويتهددون ويتوعدون الشرطي السائق، ثم قام صاحب المعالي بالإتصال مع أحد مدراء الأمن العام السابقين الذي أمر فورا بحبس الشرطي تمهيدا لمحاكمته وطرده من جهاز الأمن العام .

وبعد وصول الخبر إلى والد الشرطي المسكين والذي قام باستنهاض الهِمم من الوجهاء والشيوخ والمعارف وقرروا أن يذهبوا كجاهة حسب العوايد والأعراف العشائرية إلى منزل صاحب المعالي ولكن قبل ذلك قرروا أن يذهبوا إلى مكتب قائد لواء الأمن العام أنذاك المرحوم سلمان المعايطة عليه رحمة الله تعالى كون الشرطي يعمل سائقا معه .
وحسب رواية الشرطي قال لي بأنه المرحوم سلمان باشا قد تفاجئ بهم وسألهم عن سبب حضورهم فأخبره والد الشرطي ان إبنه قد دهس لوسي أثناء خروجها من منزل صاحب المعالي وتوفت وأن إبنه الأن محبوس على ذمة القضية وقد يحاكم ويطرد من جهاز الأمن العام ، ولكن المرحوم سلمان باشا الذي كان مشغولا بإجتماعات وواجبات وقت الحادثة لم يكن يعرف تفاصيل الحادث حيث سأل مساعدينه عنها ، فكانت هنا المفاجئة الصادمة للمرحوم سلمان باشا وللجاهة الكريمة حيث تحول الموضوع من همّ وغمّ الى مسرحية فكاهية ضحك عليها الجميع بعد أن عرفوا أن المرحومة لوسي هي عبارة عن كلبة ابنة صاحب المعالي ، عندها قام المرحوم سلمان باشا بالإتصال مع سيادة الشريف فواز زبن الذي كان مساعدا لمدير الأمن العام وأخبره بالقصة وطلب منه المشورة كون مدير الأمن العام هو من أمر بحبس السائق ولا يستطيع أحد أن يخرجه إلا بموافقته ، فصار الإتفاق على أن تذهب الجاهة ومعهم سيادة الشريف فواز والمرحوم سلمان إلى منزل صاحب المعالي من أجل إغلاق هذا الموضوع وإخراج السائق من الحبس .

وبالفعل توجهت الجاهة إلى منزل صاحب المعالي وتحدث بالبداية سلمان باشا معزيا بطريقته الساخرة بالكلبة لوسي (ولكم أن تتخيلوا ولمن يعرف المرحوم سلمان باشا كيف سيعزي بطريقتة الساخرة )
ولكن صاحب المعالي إمتعض وحاول التملٌص من الموضوع بعقد الصلح وإنهاء موضوع السائق ، لكن هنا تدخل الشريف فواز مهددا صاحب المعالي بأنه سوف ينقل الصورة إلى صاحب السمو الملكي الأمير حسن بن طلال والذي كان وليا للعهد آنذاك وأنه سيخبره بأن شرطيا يحمل شعار الملك على جبينه تم حبسه بناء على شكوى من صاحب المعالي لأنه دهس الكلبة لوسي ولم يوجب الجاهة التي حضرت مدينة الكرك من أجل الإفراج عن الشرطي ، عندها تراجع صاحب المعالي وقام بالإتصال مع مدير الأمن العام وطلب الصفح والسماح عن الشرطي الذي تم الإفراج عنه ثم قام بالإتصال مع مطعم جبري بعد أن حلف عليهم اليمين بعدم المغادرة إلا بعد تناول وجبة العشاء .

وحسب ما يقال بأن إبنة صاحب المعالي قد تعرضت لصدمة نفسية حيث تم تسفيرها برحلة معالجة سياحية ونفسية لمدة ثلاثة أشهر إلى لبنان .
لوسي قصة معروفة بجهاز الأمن العام وصار إسم الشرطي السائق مرتبطا إسمه بإسمها عند التعريف عليه .
لو أنني كنت وقتها مسؤولا في ذلك الوقت لجمعّت كل الكلام الضالة المنتشرة في البلد والتي تقوم بنهش عظام الأبرياء وقدمتها ،،غُرَّت مَدَّى ،،( عرف عشائري في حوادث القتل يتم تقديم فتاة كزوجة إلى أحد أبناء أو إخوان اهل المجني عليه تعويضا لهم عن خسارتهم ) إلى صاحب المعالي تعويضا له عن الكلبة لوسي .

وأخيرا الله يرحم سلمان باشا المعايطة ويخلصننا في هذا الوطن من الكلاب الضالة الغير معروف لها أصل ولا فرع والتي صارت منتشرة في كل أنحاء الوطن وصارت تهاجم وتفتك بالأبرياء وتقلق أمنهم وأمانهم .

شاهد أيضاً

تمديد الاعفاء للرسوم الجمركية وضريبة المبيعات للاجور الشحن البحري

هرمنا الاخباري – قرر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت اليوم الثلاثاء تمديد العمل بقراره …