أخبار عاجلة

بالعلم والحرية واحترام كرامة الانسان تنهض الاوطان

هرمنا الاخباري – عمان -الدكتور زيد احمد المحيسن

يقول احد المفكرين ” ان مفتاح قيام هذه الامة هو كلمة اقرأ ، لا يمكن ان تقوم الامة من غير قراءة .
ننظر على من حولنا من الامم والشعوب ونسأل عن سر نهضتها، ثم نتساءل بمراره ماذا اصابنا وماذا اصاب امتنا العربيه والاسلاميه، ولماذا نحن لانزال في ذيل القافله ؟ وما اسباب هذا التراجع والتخلف عن ركب الحضارة الانسانيه ؟ ومتى نتقدم ولو خطوة الى الامام يعقبها خطوات؟
هل العله في تركيبتنا البنيويه ؟ ام في اوضاعنا السياسيه ام الاجتماعيه ام ماذا؟ هل جيناتنا فيها خلل طبيعي ؟

كل هذه التساولات المشروعه تتبادر الى ذهن كل من يفكر في حاضر امته ومستقبلها، فمن عملية استقراء بسيطه لتجارب الامم المتقدمه تجد ان كل امه كانت لها معوقاتها الحضاريه واستطاعت بوجود الارادة والعزيمة الصادقه ان تتجاوز الصعاب ، وان تنفض الغبار عن كواهلها وان تستيقظ من سباتها العميق وتنهض و تندفع بحرارة الى الامام وتبني مجتمعها الصناعي والزراعي والخدمي، ولم تكتف بذلك بل اصبحت تنافس الاخرين واصبح لها اسم بين دول العالم المتقدم واصبحت تجربتها تدرس في المعاهد والجامعات العريقه .

لقد امنت هذه الامم بان الانسان هو سر التقدم وهو المحرك الاساسي لاي نهضة كانت صناعيه ام زراعيه ام خدميه، لهذا اهتمت بالانسان تعليما وتدريبا وتثقيفا وذلك من خلال ايفاد هولاء الطلبه الى جامعات العالم المتقدم للاطلاع والتعلم والتدرب على عناصر النهضة لديهم، واستطاع هولاء بعد عودتهم من الخارج ان يحدثوا حراكاً مجتمعياً وثقافه نهضوية جديده في الاسلوب والمنهج العلمي ، ونشروا ثقافة الابداع وثقافة العمل الجماعي وثقافة فن ادارة الوقت وثقافة اتقان العمل، وعملوا على رعاية الابداع والمبدعين ورسموا خارطة طريق لحياتهم ووضعوا اهدافا قابلة للتنفيذ، وبداوا بوضع الاولويات في التنفيذ ومدة زمنيه لكل مجال ومشروع، فاسسوا البنى التحتيه للحياة من طرق وصناعة وزراعه وفتحوا بلادهم للاستثمار بعد ان اعدوا التشريعات المتقدمه لعمليات الاستثمار، وقبل هذا وذاك وضعوا كل عمل امام الناس بكل وضوح ونزاهه وشفافيه .

ان النهضه لاتخلقها الا السواعد المؤمنه بالاوطان، وان النهضه لايمكن لها ان تقوم الابوجود الرجال المؤمنين بثرى الوطن المكرسين فكرهم وجهدهم وعرقهم لبناء مجتمعاتهم واوطانهم المستنده الى ارثها الحضاري و رؤيتها المستقبليه الواضحة المعالم، والتى هي بمثابة البوصله التى توجهها الى بر الامان وشاطئ النجاه .

ان بناء ثقافة العمل الجماعي تعمل على تنمية التلاحم الوطني وتكرس الولاء للمؤسسه التى يعمل فيه والدوله التى تحتضن هذه الموسسه ، فقد ادركت هذه الامم اهمية التعليم واهمية نقل التكنولوجيا ودورها في نهضة الامة ورفعتها فعملت على نقل التكنولوجيا وبدات بالعمليات التصنيع التشاركي مع دول متقدمه، وبعد ان شعرت هذه الدول ان بمقدورها ان تمضي بمفردها في عمليات التصنيع بادرت الى وضع سياسات التصنيع الوطني المحض وبايدي وطنيه وساهمت في نقل البلاد من التخلف الى التقدم ومن المستورد للتكنولوجيا الى المصدر لها، كل ذلك ما كان له ان يتم لولا وجود الارادة والعزيمه المؤمنه والقادرة على التغيير نحو الافضل .

فلنبدأ بتحريض الامة على العلم والعمل وبث الوعي لعوامل النهوض وكفى جلدا للذات، ولنترك عقارب الساعة تندفع نحو الامام فالأرادة موجودة لدينا جميعا والهمة عاليه وهي الوقود والمحرك الاساسي للانطلاق نحو فجر الاصلاح والتغيير نحو المستقبل المنشود لنا ولابنائنا من بعدنا، فكل شعب عليه ان يصنع تاريخه ومجده وتقدمه بوسائله الخاصه وبايديه وافكاره .. فهذا الوطن رسمت حدوده بدماء قوافل الشهداء منذ فجر التاريخ حتى شهداء الامس – فهو وطن جدير بالتقدم والنهوض والتحريض على الانبعاث الحضاري والانساني .فهل نحن فاعلون !؟

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …