موقع هرمنا الالكتروني
اروق صادق .. مرحبا صبحي الششتاوي ، أيها الصديق الرائع، يا شاعرنا المميز يا صاحب “ولادةُ عشقٍ في ليلةٍ ماطرةٍ ” أسمّيها حياةً لا أريد أن أحياها، لكنّي أقلّ من أن أعرف كيف يمكنني أن أترك كلّ شيء لأتبعها !!. أسمّي القصائد المنثورة في ديوانك حفراً في سماءٍ مثقوبة. في الغيم. في الهواء. في الفجر. في العتمة. في الندى . في الامتلاء. في الحزن . في جمر الغياب ومراكب العشاق . في الانتظار. في الحلم. في الشتاء. في النوم. في الجسد. في الشعور. في العقل. في الغريزة. في ضجيج الآهات.في المقاعد الفارغة. في العذاب. في الجحيم واختناق النسمات . وأسمّيها ولادةً. بل أسمّيها كلّ ما يمكن اعتباره ولادةً من جديد. حتى لكأنّ الولادة لم تكن يوماً من قبل.هي “ولادةُ عشقٍ في ليلةٍ ماطرةٍ ” وأراني أستعير كتاباتكَ، وخصوصاً منها قولكَ في ” ثنائية الحياة “: ” كأنها الحياة التي جاءت بعد الموت / كبذرةٍ في ثنايا الثرى / فجادت عليها السماء بغييثها / تغلغلت جذورها / وأخذت تشق طريقها في الظلام / لترى النور وتبصر فجرها الجديد / وتعانق الحياة
يا صديقي الشاعرالمميز معك ننتظر الحياة التي تأتي بعد الموت ، لكنها هل هي الحياة التي نسعى لها ؟ هي حياة تزيدنا أرقاً وهجساً وتعذيباً ، وتجعلنا محاصَرين بالوعي المعذِّب اللئيم، وبابتزازات الأمر الواقع. يا صبحي الششتاوي الجميل . لقد سبقْتَنا في إعلان مأساة الشرط الوجودي الأرعن. منذ البداية، كان شعركَ رؤيوياً، وسبّاقاً. بالقليل القليل من الكلمات، كتبتَ الجوهر، وقد كتبتَ ما كتبتَه من دون ادعاء. لغتكَ كانت أشبه بالهمس، وبالظلال. لكنها كانت تذهب عميقاً، وتصل إلى حيث تستطيع أن تجد المأوى النبيل.رغم انتكاسات الحب والحياة والمرحلة !
“ولادةُ عشقٍ في ليلةٍ ماطرةٍ ” نصوص موشحة بالأحتراق، وتشظيات الروح وأحلامها وبوحها والعشق المتقد في خلايا الجسد ، بإحساس عميق نابع من مخيلة خصبة وإلتقاطات ومشاهدات تنبثق مما يعتمل في الذات، بلغة متقنة السبك والمعنى .
فما أجملكَ، لكنْ ما أشدّ هذا الهول المتبدي في ديوانك وفي صداقتك ومعرفتك .
محبتي الدائمة وكل امنيات التوفيق والعطاء والابداع .
