لم يكن مستغرباً أن تحقق شركة البوتاس العربية التي تعد بالفعل قصة نجاح تجاوزت حدود الوطن، أرقاماً قياسية جديدة في الإنتاج خلال الربع الأول من العام الجاري وصلت إلى 645.430 طن، متجاوزة بذلك الرقم القياسي الأول الذي تم تحقيقه في الربع الثاني من عام 2019، إذ تم تسجيل هذه الأرقام في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الأردن وبربع عدد الموظفين والمهندسين والعمال، نظرا للتدابير الاستثنائية التي اتخذتها الحكومة لمكافحة انتشار فيروس كورونا “كوفيد١٩”.
فالبوتاس التي أصبحت واحدة من أكثر الشركات المساهمة العامة تأثيراً في الأردن وتمارس أدوارها الاقتصادية والاستثمارية وحتى المجتمعية بحرفية لا متناهية، تمتلك جميع مقومات النجاح والتفوق التي قلما ما نجدها في شركات أردنية وحتى دولية، حيث ساهمت هذه المقومات وتساهم في تخطي الشركة للعديد من الصعوبات والتحديات المحلية والإقليمية والعالمية.
لا نبالغ إن قلنا إن أولى مقومات نجاح البوتاس، الإدارة الأردنية الخلاّقة والمبدعة التي أثبتت قدرتها على التعاطي مع المتغيرات والظروف الاقتصادية والسياسية المختلفة والأحداث الطارئة، إضافة إلى مواكبتها لآخر وأحدث التقنيات في صناعة الأسمدة، يدعم هذه الإدارة فريق عمل امتاز بحسن تعاونه وانسجامه لينفذ بدوره الخطط والاستراتيجيات الموضوعة بإخلاص وتفان.
لقد أدركت إدارة الشركة بقطبيها معالي جمال الصرايرة/ رئيس مجلس الإدارة، والدكتور معن النسور/ الرئيس التنفيذي، أن البوتاس ليست كأي شركة أخرى، إنما هي واحدة من أعمدة الاقتصاد الوطني وأن العمل على استدامة أعمالها وربحيتها بغض النظر عن الظروف المحيطة أمرٌ أساسي وحيوي للأردن واقتصاده وشعبه.
ففي إحدى اللقاءات الصحفية للصرايرة أكد “أن مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية يسعيان بكل إمكانياتهما وقدراتهما لجعل البوتاس إرثا عظيماً تستفيد منه الأجيال المقبلة”، وبناء على ذلك وضعت خطة عشرية تكون بمثابة خارطة الطريق للأعوام المقبلة، وتساهم في ذات الوقت في تحقيق أهداف الشركة وتطلعات المساهمين وتنعكس مخرجاتها إيجاباً على الاقتصاد الوطني الكلي بشكل عام.
لقد أخذت هذه الخطة الطموحة التي يشرّف على تنفيذها الدكتور النسور، بعين الاعتبار ثلاثة محاور أساسية هي تدعيم عناصر العمليات الرئيسية المسؤولة عن الإنتاج الحالي للشركة، والتوسع في الإنتاج من خلال مشروعين رئيسيين في شمال منطقة الإمتياز وفي جنوبها، إضافة إلى تنويع المنتجات من خلال إنتاج البوتاس الحُبيبي الأحمر (الذي تم البدء بإنتاجه في العام 2019) إلى جانب التوسع في الصناعات المشتقة.
لقد نجحت البوتاس في رفد احتياطي المملكة بمليارات الدنانير من العملات الأجنبية، ونجحت في تحقيق مئات الملايين من الأرباح وفي الإنتاج المبتكر وفي عكس صورة مشرقة عن البيئة الاستثمارية في الأردن، كما حالفها النجاح على الصعيد المجتمعي، فكانت ولا زالت مثالاً رائعاً عن نخوة وكرم الأردنيين، وهو ما تجلى في الأزمة الاستثنائية التي يعيشها الوطن ومؤسساته حالياً حيث كانت الشركة وكعادتها أول من لبى نداء الوطن، وتبرعت بقرابة 4 ملايين دينار لدعم جهود الدولة في مكافحة انتشار فيروس كورونا.
هنالك الكثير والكثير من مقومات نجاح هذه الشركة الرائدة، لا يمكن اختصارها بمقال أو حتى عشرة، لكن أكثر ما يلفت النظر اليه، هو إيلاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية اهتماماً خاصاً بالموظفين والعاملين فيها باعتبارهم رأسمال الشركة الأساسي والركيزة الأساسية في عملها، فعملت على رفع كفاءتهم و إنتاجيتهم وتمكينهم من المنافسة عالمياً.
تمثل شركة البوتاس العربية بقيادة الصرايرة وإدارة الدكتور النسور، حالة ونموذجاً اقتصادياً فريداً يستدعي من أصحاب وصُناع القرار التوقف كثيراً عنده ودراسته بشكل جدي ومفصل، ليتم إسقاطها على العديد من الشركات الأردنية ولربما ساعدت في إيجاد وصفة واضحة للنجاح الاقتصادي الوطني الذي ننشده جميعاً.