مقالات

د. بسام روبين يكتب… نجحت السياحه ومات القطاع !!!

لا بد من إيصال رساله هامه عن بعد للعاملين في إدارة ازمة كورونا بعد النجاحات التي حققوها والاجراءات التي حدت من انتشار الوباء وقد شارفنا على ارتدادات ما بعد كورونا فقد تكون اشد جسامة على الاقتصاد الوطني ومع ذلك لا نرى هذا الخطر المحدق يجد اي اهتمام يذكر لدى بعض الوزارات المعنيه للتغلب عليه والحد من تأثيراته فهنالك قطاعات اقتصاديه استفادت من جائحة كورونا وأخرى تضررت بنسب متباينه تركز اكثرها في قطاع السياحه الذي يمثل احد اهم ركائز الاقتصاد الوطني الداعم للتنميه المستدامه وابراز صورة الاردن الحضاريه ومساهمته بعشر الناتج المحلي الإجمالي للأردن فهو أول قطاع تضرر بكورونا وسيكون آخر من يتعافى لذلك نراه مهددا بالإنقراض رغم الصيحات التي اطلقها العاملون في هذا القطاع نظرا لإهمال وزارة السياحه وعدم سعيها لايجاد حلول واقعيه جاده تساعد شركات ومكاتب السياحه على التعافي واستمرار قيامها بواجبها الوطني في رفد الاقتصاد واستيعاب كم هائل من الايدي العامله للحد من الفقر والبطاله وتاثيراتها وما يمارس الان اشبه بحافله تعرضت لحادث سير وعلى متنها صاحب منشأه وفريق عمله حيث سارع اطباء الحكومه لتقديم الإسعافات الأوليه البسيطه للعمال وتركوا صاحب المنشأه يستغيث دون ان ينظرو اليه او حتى يحاولوا تسكين اوجاعه وربما يحدث ذلك لانهم يجهلون مدى أهمية صاحب المنشأه وانه اذا فارق الحياه فإن منشأته ستغلق وهؤلاء العمال سيكون مصيرهم مجهول في حين لو تم اسعاف صاحب المنشأه فإن منشأته ستستمر ويبقى هؤلاء العمال على رأس عملهم فوزارة السياحه لا تكترث بمعاناة اصحاب القطاع السياحي وكأن اطباء الوزاره متخصصون في علاج العيون بينما يطلب منهم إجراء عمليات قلب مفتوح للمرضى وهم لا يتقنون ذلك وليس لديهم اي خبره بما يجب فعله في غرف العمليات ومع ذلك يظهرون امام الكاميرات ليقولوا لنا ان السياحة نجحت ومات القطاع ولم تقف الامور عند هذا السوء بل اوجدت القرارات الحكوميه حاله من الصراع المستقبلي بين الكثير من اصحاب العمل والعاملين بامرتهم في حين ان نص الماده 11 من قانون الدفاع كان واضحا
وهذا يفاقم الازمه فاستمرار وزارة السياحه بتهميش قطاعاتها سيؤدي لفشلها وربما يقود لنتائج وخيمه على الإقتصاد عقب كورونا والمؤسف ان بعض الأقلام المأجوره التي امتهنت تضليل الرأي العام باخفائها للحقائق نرى بعضها يسوق فتح منصات الكترونيه لبعض المنتجات السياحيه وكأنه انجاز وطني بينما لا يشكل ذلك اولويه وهنالك محاولات لاشغالنا بحفلات غنائيه عن بعد لاستقبال شهر نحن احوج بالتقرب فيه الى الله بعد اغلاق المساجد ومنع التراويح من هنا اقدم ألنصح لإدارة الأزمات بأن تشرف على عمل وزارة السياحه وتتدخل في كافة اعمالها بشكل مباشر في هذه الظروف الاكثر تعقيدا لوقف جميع القرارات التي لا تخدم المصلحه الوطنيه وتعيد توجيهها بشكل صائب نحو دعم المنشآت السياحيه وأن تنتقل بعد ذلك للوزارات الأخرى كالنقل ووزارة الصناعه والزراعه وغيرها ممن لا تمتلك اية خطط استراتيجيه بعيدة المدى لمواجهة الزلازل الاقتصاديه المتوقعه لتصويب بوصلاتها فقد حان الوقت لتطبيق القانون بحزم وعداله والتصدي لكل من يسيء استخدام السلطه ويظهر بانه فوق القانون لاننا نعيش ظرفا استثنائيا لا يحتمل المجامله على حساب مستقبل الوطن فنحن نريد للسياحه ان تزدهر وللقطاع ان يحيا وينهض لا ان يموت .
العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين

مقالات ذات صلة