موقع هرمنا الالكتروني
هرمنا – يروى أن أعرابياً جاء إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فجادله في أمر الإسلام حتى أكثر جداله إلى أن انتهى لقوله ( ماذا لو كان كل ما تقولونه كذباً فلا آخرة ترجى ولا بعثاً ولا حياة ولا نشورا .. ) فقال باب العلم وأقضى الصحابة ( إن كان كما تقول فنحن وإياكم سواء في التراب وإن كان كما نقول فلقد ربحنا وخسرتم .. ) فذهب الأعرابي ليعود بعد أيام مؤمنا مسلماً برسالة النبوة بعد أن احتكم إلى عقله ليقوده في نهاية المطاف إلى الهدى الإلهي ..
لدينا مشكلة حقيقة في تركيبتنا الذهنية والحالة البنيوية للعقل العربي الذي لطالما استطاع أعداء الأمة أن يوظفوا تلك الأنماط لاختراقنا والنيل منا وجعلنا في حالة تيه وتشكيك دائم فالعقلية الأردنية ليست بمعزل حضاري عما ينوبها ويشاكلها من انماط تفكير الأمة لاشتراكية الإرث الاجتماعي والفكري وها هي نظرية المؤامرة تطرقنا اليوم في صميم المجتمع والحدث ليبدأ التشكيك وينتهي كالعادة إلى الحكومة وأن ما يتم الإعلان عنه حول جائحة كورونا إنما له أهداف سياسية لوقف احتجاجات الشارع بشأن قرار قضائي بتوقيف مجلس نقابة المعلمين !!
الإنسان بطبيعته كائن جدلي وحتى الحق سبحانه وتعالى قال ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) لكن الجدل لم يكن يوما سوى باب من أبواب الشيطان لنقض مشروع وحدة الناس على الفطرة والهدي فقال عليه الصلاة والسلام ( ما ضل قوم بعد إذ هداهم الله إلا أوتوا الجدل ) او كما قال رسول الله لأن الجدل لا يقوم على التعاطي العقلي والدليل البرهاني بل نوزاع الشهوة وظن السوء والعمل به ويفتت نسيج الأمة ويدخلها في دوامات الصراع والتضليل والضلالة والانحراف عن معايير الحق بمهاترات إعلامية تقدمها نوازع الذات نحو الخلاف لا الاختلاف وثرثرات إهدار الوقت بلا أي عمل منتج ..
تعالوا هذه المرة لنصدق كذب الحكومة إن كنتم تعتبرونه كذلك فإن كانت كاذبة فعليها كذبها وإن كانت صادقة يصبنا بعض الذي تعدنا به من صون سلامة وصحة المجتمع فالمطلوب أن نكون جميعا قد ربحنا وآخر ما نريده أن نكون سواسية تحت التراب ويؤدي التشكيك وعقدة نظرية المؤامرة لإهدار جهود استنزفت أيامنا والحقت ضررا بالغا باقتصادنا أما من هو المتسبب وكيف فالأولى الآن أن نطفيء النار قبل أن نعرف ونحاسب من أشعلها وحتى لا نعود سيرتنا الأولى من الحجر والحجز وتوابعه نقول ونكرر تعالوا هذه المرة لنصدق كذب الحكومة ..
