
هرمنا – معًا “فكرة وفكر” ظاهرة أكثر منها حالة ظهرت في انتخابات 2016 واستمرت لسنوات بين مد وجزر، حيث نبتت الأرض تجربة وفكرة مدعومة بحماس الشباب والقطاع النسائي وكل المؤمنين بفكرة الدولة المدنية وبرؤيتها الحضارية التقدمية، ولكن وللأسف نجد أن الفكرة بدل أن تنضج وتكبر وبدأت بالإضمحلال والتلاشي إذ ظهر ذلك في انتخابات 2020 حيث بدى واضحًا بأن مؤسسي وانصار هذا الفكر قد تركوه وغادروا وبعضهم شكل كتل وقوائم منافسة وتشرذمت الفكرة إلى افكار والبرنامج الموحد إلى برامج كلٌ يحمل فيها لواء لدرجة اختلاط الرؤية في البرنامج والفكرة. ومن لم يلاحظ وبشكل واضح انخفاض بريق حزب التيار المدني وكتلة المشكلة “معًا” سجالانتخابات مجلس النواب التاسع عشر، مقارنة مع الصيت “اللاذع” والشهرة الفكرية الذي حصلت عليها الكتلة والحزب في انتخابات 2016 ، حيث استقطب ـ أي التيار المدني ـ العديد من الشباب المؤيدين لذات الفكر والفكرة التي أسس عليها الحزب مما اثرى فرصته في تلك الآونة وظفر بمقاعده في مجلس النواب الثامن عشر. فكر التيار المدني يشهد انخفاضًا حادًا بكمية معتنقيه ومناصريه في السباق البرلماني في انتخابات 2020 لعدة أسباب بحسب ما علمت “اخبار البلد”، حيث ساهمت في خفوت نجم الفكر المدني وذلك بعد اكتشاف العديد من منتميه ومنتسبيه أن التوجهات ليست ذاتها التي نشأ وأسس لأجلها، وذلك بعد احداث عديدة هزت كيان الدولة المدنية وأسدلت الستارة عنها بحيث انشق عنه الكثير من الأفراد خصوصًا فئة الشباب الذين اسقطوا التوجهات المدنية من عقولهم أو اصبحوا يبحثون عنها في مكان آخر “أمثال اسماء وازنة اعتنقت الفكر المدني وانشقت عن الحزب في الماضي والسبب التحشيد الداخلي”، بإعتبار أن الإنتماءات الشبابية الهائلة للحزب في بداية عام 2016 جاءت نتيجة الاختلاف مع الاحزاب الإسلامية في الأسس والفكرة والتوجهات مما جعله ملجأ لثله ليست قليله لمن يرون نفسهم بالعمل السياسي بعديًا عن التوجهات الفكرية للاحزاب الإسلامية مما جعل بوابة التيار المدني تزخم وتصيح من عدد المنتسبين، وليس خفيًا أن ذات الحزب استثمر ولعب وتلاعب بظهور الدولة الإسلامية “داعش”،وباشر بإستقطاب مناصرين له من خلال استغلال افعاله للتأثير على الأحزاب الاسلامية، الأمر الذي بالمناسبة نجح نجاحًا باهرًا وحقق المرجو منه في انتخابات 2016.
ورغم الاستعجال والمسارعة للإنتساب إلى هذا الفكرة من قبل حاملي ذات التوجه حدثت الانتكاسة الكبرى، إذ بدأت الإضمحلال يكستح المشهد بشكل رهيب وفقد الحزب حزمة ليست هينة من قاعدته الجماهيرية المكونه من مناصرية ومؤيدية وذلك بعد عمليات التحشيد والانشقاقات والتأمرات والحروب الباردة من قبل حشود مشكلة من مؤسسي الحزب للإطاحه ببعضهم البعض، إضافة لإكتشاف أنهم السجال مع الأحزاب الإسلامية كانت من اجل اكتساب الشهرة وجعل فكرة الدولة المدنية نظيرًا لأفكار الأحزاب الإسلامية.
قائمة “معًا” أصبحت بين قاب قوسين أو أدنى من اظهار اخفاقها ومرشحيها وابتعادهم عن مجلس النواب التاسع عشر، لأن الأسباب التي ذكرت سابقًا والحاصلة في حزب التيار المدني، ستكون نتائجها اندثار فرص النجاح لكتلته المشكلة في برلمان 2020، بالاضافة إلى استمرار الحروب الطاحنة الدائرة بين مرشحي كتلة الدولة المدنية ومرشحي قوائم اخرى لغاية هذه اللحظة لإعتبارات سابقة أدت لوأد التوجهات الفكرية، وجعل العديد من معتنقي فكر الدولة المدنية يبحثون عن اسماء منشقة ومرشحة للإنتخابات لمناصرتهم في العرس الديمقراطي، الأمر الذي أدي لانتهاء قاعدتهم الجماهيرية المعول عليها.



