أخبار عاجلة

التّعليم في زمن الكورونا .. بشرى البلاونه

هرمنا – من كانَ يتوقّع بأن وباءً سيجتاح العالم، ويقلب حياتنا رأساً على عقب!
من كان يتوقّع بأن وباءً سيؤثر على كل شيء، وسيغيّر المسار التّقليدي للعمل والدّراسة وأسلوب حياتنا اليوميّ!

التّعليم في زمن الكورونا جعلنا نرى ما لم نتخيّل بأنه سيحدثُ يوماً، آلافُ الطّلاب خلف شاشةٍ واحدة، يتتّبعون شرح دروسهم التي يلقيها عليهم الأساتذة، استحداثُ منصّاتٍ تعليميّة، وتخصيص قنواتٍ تلفزيونيّة لغاياتٍ دراسيّة،حقاً إنّهُ تغيّرٌ جذري في نظام التّعليم في الأردن، ولكن إلى أين سيأخذنا مصطلح “التّعليم عن بعد”، وهل حقاً طلبة المدارس والجامعات مستفيدون تمام الإستفادة من هذا التّعليم؟.

انتقلنا إلى مرحلةٍ جديدة، تدعى “التّعليم المدمج”  وهو عبارة عن برنامج تعلمي رسمي يدمج بين التّعلّم في صف مع مدرّس والتّعلّم عن طريق الإنترنت، وفيه يتلقّى الطّالب العلم عن طريق الإنترنت بشكل جزئي، وكذلك بداخل الصّف مع المدرس، ولكنّ التّعليم المدمج المقدّم لنا بسيط ولا يشمل سوى فئاتٍ محدّدة، مثل بعض مساقات طلبة الجامعات التي تستدعي التّطبيق العملي، وبعض الصّفوف المدرسيّة.

التّعليم في زمن الكورونا ليس كالتّعليم قبل الكورونا ولن يكون، فالتّعليم عن بعد لا يغني عن التّعليم الوجاهي، مع العلم أنّ هنالك عقباتٌ عدّة تواجه التّعليم عن بعد في الأردن، مثل تردّي خدمات الإنترنت في بعض المناطق، وعدم توافر الأجهزة الإكترونيّة لدى بعض العائلات لأغراض التّعليم، أو عدم توافرها بشكلٍ كافي يقضي حاجات الأبناء التّعليميّة.

مع تزايد الحالات وظروف الجائحة الصّعبة، التّعليم الوجاهي لن يطرق أبواب الجميع وإن أردنا، ولذلك على الطّلبة السّعي لتحصيل علومهم ومتابعة دروسهم على المنصّات، وإن خذلتهم ظروف عقبات التّعليم عن بعد فعليهم الاستمرار، حتّى لو بالاعتماد على أنفسهم، فهذه الجائحة ستزول وسيعود الجميع إلى مدارسهم يوماً ما بإذن الله، وكلّ تقصيرٍ دراسيٍّ اليوم، أو معلوماتٍ يخسرها الطّلبة ستقلل من تحصيلهم العلمي والأكاديميّ في الغد.

أَبعد الله عَنكُم وعن جَميع المُسلِمين الوَباء والبَلاء وأَدامَ الله عَليكُم الصِّحة ودَوام العَافِية.

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …