أخبار عاجلة

بماذا يتميز المسؤول الأردني!… د. بسام روبين

هرمنا – بالرغم من أن المسؤول الاردني يمنح فرصاً عديدة في مجال التأهيل والتدريب ويجوب الارض شرقاً وغرباً لاستيراد الاستراتيجيات المتطورة وعكسها على الميدان الوطني لتحديثه وتطويره ،الا ان بعض هؤلاء المسؤولين يتعمدون ترك ما تعلموه في مطارات تلك الدول التي مكثوا فيها وقتاً طويلاً ،وبدلاً من تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن والسائح والمستثمر ،نراهم يفعلون العكس.

وما يميز اؤلئك المسؤولين عن غيرهم من مسؤولي دول العالم المتحضر هو صعوبة الوصول اليهم ،فالمواطن غالباً ما يحتاج لمعرفة أحدا يساعده في الوصول إلى ذلك المسؤول الصغير ومتوسط الحجم أو الكبير ،فهنالك إستراتيجية فريدة من نوعها لدى بعضهم تقوم على مبدأ عقد ثم فكفك ،فقد تجد معاملة بسيطة لا تحتاج الى الكثير من الجهد ويتم القاؤها في صينية المكتب لإجبار صاحب المعاملة على البحث عن احد ،يجعل ذلك المسؤول ينظر في تلك المعاملة مقابل حصوله على  خدمة يصنفها كبار القوم بتبادل المصالح بينما هي ركيزه من ركائز الفساد ،وهذه الاستراتيجية الهابطة فتحت الطرق أمام اشكال مختلفة من الرشوة ،فقد اصبحت بعض المواقع تدار من قبل عصابات شبه منظمة من المسؤولين المتكافلين المتضامنين ،ولا أحد يستطيع اختراقهم ،واذا حاولت تقديم اي شكوى ضدهم فانك ستصطدم بمنظومة قوية تقدم لهم الدعم ،ولن تجد استجابه من أي مسؤول كبير يغلق ابوابه وهواتفه   حفاظا على منصبه ،فالمحاضر والمبررات واللجان وشهود الزور جاهزين لاشعال الحرائق واخمادها كما يخططون ،ناهيك عن الحصانة الوظيفية التي تقف عائقا في وجه العقاب ،حتى وصل بنا الحال الرديء ،فأصبح الشخص المنتخب له وجهان ،الاول مزيف قبل الانتخابات ،والآخر حقيقي يظهر بعد الفوز ،فنراه يغلق الهاتف في وجه من اوصلوه ،أو يستبدل رقمه بمعدل مرة كل شهر ،وقد ينخرط في منظومة الفساد ،ويقف في وجه المواطن المنهك الذي يستمر في البحث عن احد لايصاله الى بعض المسؤولين الفاسدين ،وهو ما يفسر تراجع الأداء الرسمي في معظم  القطاعات مع استمرار خوف الدولة من   مساءلة البعض ،وسطوة المتنفذين واصحاب المال على بعض اصحاب القرار ،وعدم قدرة بعض الحكومات على الشروع في تفكيك تلك الشبكات من المسؤولين البيروقراطيين والفاسدين  الذين باتو يعملون ضد الوطن والمواطن علنا وفي وضح النهار .

لذلك سيبقى المواطن يبحث عن احد مستجدياً حقوقه ،ومجبرا للانخراط  بالفساد والرشوة ،في حين يبقى بعض  الوزراء ورؤسائهم يعيشون في قصور من العاج الاجتماعي والخدماتي ،لا بل يدعمون ويحافظون على بقاء تلك المنظومات الإدارية الرديئة ،مستعبدين الناس الذين ولدتهم أمهاتهم احراراً.

عميد اردني متقاعد

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …