أخبار عاجلة

ويرحل محمد الصقور..

هرمنا – بقلم: الدكتور صبري ربيحات
لقد بقي المرحوم طوال العقود التي عاشها نموذجا للعمل الجاد والاصرار على تحقيق الاهداف غير آبه للمعوقات او القوى المثبطة..
رحلة محمد محمود الصقور من السلع الى جرف الدراويش عندما كان طالبا لينتظر القطار الذي سيقله الى عمان ومن ثم الى دمشق هي قصة كفاح طلائع الشباب الاردني الذي تجاوزت احلامهم حدود المكان… فقد كان الصقور احد اوائل ابناء الطفيلة الذين تلقوا تعليمهم الجامعي في دمشق وعاد في مطلع الستينيات ليعلم الفلسفة والاجتماع في اربد الثانوية ليكون واحدا من رسل التواصل بين الطفيلة واربد.
في تلك الايام كان الناس في بلادنا يتعرفون على القبائل والبلدات والقرى من خلال سلوك واخلاق وعادات ابناءها.. في تلك الايام شكل محمد الصقور واجياله من ابناء الطفيلة الذين عملوا في بلدات ومدن وبوادي الاردن الصورة الذهنية لدى الاردنيين عن الطفيلة فاحب الطلبة جدية محمد الصقور ونباهته واستقامته ليسقطوا هذا التصور على كل من يصادفهم من ابناء منطقتنا.
في منتصف السبعينيات كان محمد الصقور نجما من نجوم الادارة الاردنية الواعدة حيث تولى ادارة كلية الخدمة الاجتماعية التي تعنى بتدريب الاخصائيين الاجتماعيين والعاملين في هذا القطاع… كان شابا يمثل الوعد والامل يلتف حوله دعاة التغيير وكل من هو متحمس للتنمية وتغيير الواقع كان ذلك قبل ان تختاره الامم المتحدة خبيرا لها في العديد من بلدان غرب اسيا ويمضي ردحا من السنين متنقلا بين مصر والسعودية واليمن وغيرها من الاقطار التي ترك بصماته الواضحة علي برامج وخطط ومشروعات التنمية فيها.
ما ان عاد الى الاردن في منتصف الثمانينات حتى جرى اختياره ليكون امينا عاما للوزارة وليكون احد اقرب الناس الى الناس يحرص على ان يكون للجميغ ويصب جل اهتمامه على العمل والانجاز فقاد فريق دراسة الفقر ووضع منهجا لعمل الجمعيات وسعى لتحديث كوادر الوزارة بعد ان اطلقت الحكومة صندوق المعونة الوطنية في تلك الايام.
الايام التي امضاها المرحوم في العمل الاجتماعي جعلت منه مرجعية ارتبط اسمها بكل ما هو اجتماعي في الاردن لعقود وجعل منه ابرز وربما اكثر الوزراء الذين تولوا حقيبة التنمية الاجتماعية دراية بالمجتمع الاردني واوجاعه والاكثر اقناعا للعاملين في القطاع بمعرفته لما يحتاج.
بعد ان انهى الصقور رحلة عمله الرسمي معلما وموظفا ومديرا وامينا عاما وخبيرا ووزيرا انتقل ليعطي ما لديه من خبرة لمجتمعه فعمل عينا وعضوا في مركز حقوق الانسان وجمعية ابناء الجنوب واحد اهم الاشخاص الذين تبنوا وثابروا وعملوا بجد لانجاز مشروع ديوان ابناء الطفيلة….
بالامس مررت وانا في طريقي الى ضانا من امام دارته التي شيدها على قمة احدى التلال الواقعة جنوب غرب العين البيضا ومر بخاطري شريط الذكريات التي تشاركنا فيها قبل ان تاخذنا الايام في مسارات مختلفة وخطر ببالي ان اسأل عنه دون ان اعرف انه على اعتاب ملاقاة ربه….
اليوم لا نملك الا ان نترحم على روحه ونذكر بعضا من اسهاماته التي يصعب حصرها….. الرحمة لروحك ابا صالح والعزاء لاسرتك ومحبيك وانا لله وانا اليه راجعون.

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …