أخبار عاجلة

الدكتور بسام روبين: الناخب المغربي يعاقب الإسلاميين!

هرمنا – د. بسام روبين

هنالك علاقة وثيقة مركبة ومعقدة تربط الناخب بالمرشح ،وتصنف من العلاقات المتحركة لارتباطها بالمنافع ،وإذا ثبت للمرشح بأن الناخب رخيص السعر وفاقد للذاكرة الوطنية فإنه عادة ما يتنكر له ،ولا يهتم بمطالبه كناخب.

وهنالك وزنان للأحزاب التي تشارك في الإنتخابات الأول يقاس بعدد أعضاء الحزب ،والثاني يعتمد على عدد  المتعاطفين معه ،ويبدو أن الحركة الإسلامية في المغرب قد فشلت فشلاً ذريعاً أمام المتعاطفين معها أثناء توليها السلطة ،فقد حكمت على شعبيتها بالإعدام بمجرد جلوسها في قطار  التطبيع مع الكيان المحتل كأول حزب إسلامي يشارك في التطبيع ،ومع إقرارها لفرنسة التعليم ،الأمر الذي دفع بالمتعاطفين معها لإنزال العقوبة عليها مع أول انتخابات تشريعية ،فكشفوا اللثام عن وزنها الحقيقي عندما أسقطوها من 125 مقعداً سابقاً إلى 12 مقعداً حالياً  في انهيار مدوي لها ،يحمل في ثناياه رسائل متنوعة موجهة لمستقبل الحركات الإسلامية في الدول الأخرى ،والتي تنكرت لشعوبها واقتربت من الصهاينة ومن الحكومات ،وأثبتت أن الشعب المغربي هو شعب عروبي ومسلم يرفض أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني ،ظناً من بعضهم أن التطبيع ونيل رضا الأمريكان يشكلان ملاذات آمنة لمستقبلهم السياسي ،وقد كان الرهان في هذه الانتخابات معقوداً على الناخب المغربي ،وكيف سيتصرف مع الحركة الإسلامية التي انقلبت عليه ،فنراه قد نجح في معاقبة الحزب

وسقوطه ،وبذات الوقت كان تقدير الموقف عند الإسلاميين أنفسهم خاطئاً.

ويمكن لنا إسقاط هذه الحالة الانتخابية على بعض تيارات الإسلام السياسي في المنطقة ،والتي أثبتت لجماهيرها عدم قدرتها على إدارة شؤون الدول ،وتبديل مواقفها المعلنة والتنكر لوعودها الانتخابية ،ومغازلة الدول المستعمرة ،ومن المتوقع لبعض تيارات الاسلام السياسي في المنطقه أن تواجه مصيرا مشابها لما حصل في المغرب بعدما ذاب الثلج وبان مرج بعض هذه الحركات ،فهم يتجاهلون ناخبيهم ومن أوصلهم للسلطة بمجرد وصولهم لها ،ربما لفقر خبراتهم الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد وحتى الإدارة ،وهذا  ما حدث في بعض الدول التي قد فازوا في انتخاباتها.

وأعتقد أن هذا السقوط سيتبعه جولة ارتدادية أخرى قد تؤدي للإنهيار التام مع عزوف متوقع لكوادر هذه الحركات في أي انتخابات أخرى بعد ظهور مشروعها الحقيقي ،ونزولها لقطار التطبيع المجاني وترك الشعب العربي الفلسطيني يقارع الاحتلال أعزلا دونما غطاء أو دعم يذكر من أمة قيل فيها كنتم خير أمة أخرجت للناس.

عميد اردني متقاعد

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …