أخبار عاجلة

د. بسام روبين يكتب…لماذا الأردن والملك الآن ؟؟؟

هرمنا – تابعت كغيري من العرب ما تناقلته وكالات الأنباء العالمية نقلاً عن الصحافة الاستقصائية بخصوص عقارات الملك ،ولست بصدد الدفاع عن جلالته فلديه من المحركات والخيارات ما يدافع بها عن نفسه وأسرته وعرشه عندما يتعرضوا لهجوم غير محق مهما كان مصدره ،وربما تظهر دوافع هذا الهجوم وحقيقته خلال الأيام القادمة ،ولكن الواجب الوطني يملي علينا جميعا الدفاع عن الأردن واستقراره وأمنه ،كون هذه الهجمة الشرسة تستهدف إستقرار المواطن الاردني بالدرجة الأولى بتوظيف عقارات الملك لهذه الغاية ،ومن واجبنا الوقوف سداً منيعاً في وجه هذه الهجمات التي لن تكون الأخيرة لثنيها عن النيل من الأردنيين واستقرارهم.
فبالرغم من تحفظاتنا على بعض محاور النهج الحكومي ،والذي يتعمد تجاهل ملتقى رفاق السلاح مع أنه أضخم بيت خبرة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والإدارية ،ربما لأن هذه الطبقة من المسؤولين يرون أنهم ضعفاء أمام هذه الكفاءات العسكرية ،ويفضلون إدارة بعض الملفات الاستراتيجية للدولة الأردنية بطرق غير صحيحة ومنتهية الصلاحية ،وهذا لا يوافق عقول وتربية واستراتيجيات رفاق السلاح التي اكتسبوها ووظفوها من أجل الخروج بحلول إستراتيجية صالحة لمعظم الملفات الوطنية ،فنراها كحكومة تغض الطرف عن استراتيجياتهم ومطالبهم بل تقف في وجهها.
ومع استعراض ما نشر تبين لنا أن أقل زعيم أو ملك يمتلك من العقارات والشركات ما يفوق الأرقام التي ذكرت عن عقارات الملك مرات ومرات ،ففي إحدى زياراتنا لأحدى الدول العربية التقينا بمدير الأمن العام فيها ،وكان يمتلك سبعون شركة كبرى لها مختلف الغايات التجارية داخل وخارج تلك الدولة ،وأعتقد أيضا أن المبلغ الذي ورد على أوراق تلك الصحف لا يساوي شيء في قاموس عقارات الملوك والرؤساء وحتى رجال الأعمال ،ولكنني أشتم رائحة لمؤامره كبرى بدأت تحاك ضد الأردن والأردنيين ،ظناً ممن يقف خلفها أن البيت الأردني قد يكون عنكبوتياً يسهل إختراقه وتضليله ،بعدما فشلت كل المحاولات ولم تنجح على مدار عشرة أعوام في صناعة أي شكل من أشكال الفوضى الداخلية برغم حالة الفقر والظلم والفساد التي تهيمن على المشهد السياسي الأردني جراء بعض الممارسات الحكومية الخاطئة ،والتي ربما شجعت هذا الإعلام المضلل في تناول الأردن والملك بهذه الطريقة الفاشلة ،والتي قد تجد مقاعد محدودة عند بعض النفوس التي أفسدت الأردن وترتبط بقوى غاشمة خارجية قد يكون منشأها بدأ من الكيان المحتل بالتعاون مع بعض الدول التي تحاول تخفيف الضغط عنها ،من خلال تضليل الرأي العام الأردني وضرب استقراره.
وأيا كانت هذه الاحداثيات وقوتها ،فهي ستواجه بوعي غير مسبوق للمواطن الأردني يفوق نهج الحكومة الذي أوصلنا لهذه الحالة ،وسيزداد الشعب لحمة من أجل التصدي لهذه القذائف التي ستتكسر على جدران وأعمدة الأردنيين ،وينبغي على الحكومة أن تستفيد من هذا الدرس ،فربما يكون هنالك هجمات لاحقة أو مرتدة يصعب معها المواجهة والإنتصار عليها كما حصل الآن.
لذلك نحن نرجو من جلالة الملك أن ينتبه لهذه الأخطار المحدقة بنا من كل صوب داخلي وخارجي ،فهم يحاولون إختراق الجبهة الداخلية بسبب ضعف بعض الحكومات ومسؤوليها وبعض القيادات التي تدير الملفات الاستراتيجية بطرق غير ملائمة ،مما صورنا كأهداف سهلة لخفافيش الظلام ،وننتظر ثورة ملكية بيضاء ضد الإجراءات الحكومية التي أرهقت المواطن والاقتصاد ورفعت مؤشرات البطالة والفقر والظلم واغتيال الشرفاء ،وعطلت مفاهيم دولة القانون والمؤسسات ،وأرهقتنا بتعيينات مخالفة للقانون ،ومرتكزة على الواسطة والمحسوبية وضعف الخبرة وشراء الولاءات.
حفظ الله الأردن شعباً وقيادة.
العميد المتقاعد الدكتور
بسام روبين

شاهد أيضاً

غزة ومعركة الوعي

هرمنا الاخباري-كتبت د. رلى الفرا الحروبحراك الجامعات الامريكية والذي التحقت به الجامعات الاوروبية والكندية والاسترالية …