أخبار عاجلة

ما الفرق بين النظرة الاقتصادية لطاهر وصبيح المصري!

هرمنا – د. بسام روبين

لا شك أن ما صدر عن رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري حول فرضية سير الدولة نحو الافلاس ترك آثارا نتمنى استثمارها اقتصاديا وسياسيا ،لأنها صدرت عن رجل دوله ممتليء بخبرات بنك مركزي وأخرى تنفيذية وتشريعية ،وما زال يجالس رجال المال والأعمال ،وما صدر عنه كان نتاج للخبرات التراكمية والمشورة المتنوعة مع أنني لا أفضل استخدام اصطلاح الدولة المفلسة ،واستبدال ذلك بالضعف والتردي  الاقتصادي الذي لا يلبي الحاجات الأساسية للمواطن ،وهذا النوع من الخطاب الجديد على الساحة الأردنية  جاء متحدثا بحقائق على الأرض شملت السياسة والاقتصاد والحالة الاجتماعية ،وكان أقرب إلى الواقعية  الاقتصادية ،ولم يكن موضوعا إنشائياً معتاداً يتحدث عن الآمال والطموحات ،وقد شكل إنذارا كامل الدسم للدولة العميقة التي تهيمن على المشهد الاقتصادي والسياسي ،بعد أن  دقت مساميرها مستخدمة شواكيش البطالة والتعيينات الخالية من أي دسم للخبرات والكفاءات المناسبة ،معززة ذلك بمحاربة العقول والخبرات الوطنية الصادقة ،وتنمية الواسطة ،وحماية الفساد  حتى أن بعض اجراءات الحكومة كانت سببا مباشرا في قتل العديد من المواقع الاقتصادية ،وضياع اموال المستثمرين  إرضاءا لقوى المال ،وكان آخر قراراتها  في مواجهة التضخم رفعها للفائدة على القروض ،مما زاد الأعباء على المقترضين ،ورفع قيمة القسط الشهري مع إطالة فترة السداد إرضاءا للجهات المانحة للقروض ،والتي لم تتأثر بكورونا كما المشاريع الصغرى والمتوسطة ،بدليل الأرباح التي حققتها خلال فترة الركود بفضل الدعم الحكومي الغير عادل لها في مواجهة مواطني الطبقة الوسطى  بصفتها الحلقة الأضعف في المشهد الوطني.

وأما ما جاء في حديث السيد صبيح فهو لم يتطرق لما قاله السيد طاهر بشكل مباشر ،ولكن بعض الاعلاميين قولوه ما لم يقل من خلال عنوان ليس له علاقة بالمتن ،وما جاء على لسان رجل الاقتصاد كان أشبه بخطاب قديم لا يمثل الواقع الحالي ولا الصورة الحقيقية لتعامل الحكومة مع الملف الاقتصادي ،وإذا كان هنالك من يشكك بهذا فبإمكاني إطلاعه على الحقيقة وعلى الممارسات الرسمية والقانونية الخاطئة التي تسببت في وأد القطاعات الاقتصادية ووصولنا لهذا الحال المتردي.

وربما كان هذا النوع من الكلاشيهات القديمة سببا مباشرا لما نحن فيه الآن من تراجع ،ويمكن النظر إليه كحديث يدغدغ الدولة العميقة بناءا على طلبها ورغبتها ،وفي نظري أن تحليل دولة الرئيس يحاكي الواقعية والحكمة والوطنية الصادقة ،ومن الضروري التوقف عنده ووضع الخطط والبرامج الإصلاحية الكفيلة بمعالجة التحديات قبل تحولها إلى مخاطر يصعب التعامل معها ،فشكرا دولة أبو نشأت على هذا الحس الوطني الصادق ،والذي استشعر الخطر وتمنى علاجه ،فالإستمرار بالنهج الإقتصادي الحالي من شأنه تسريع الاصطدام بالصخور دون أي جاهزية مسبقة.

حمى الله الاردن وأنقذ اقتصاده مما هو فيه من ظلم وتجبر الاقوياء على الضعفاء.

عميد اردني متقاعد

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …