هل القدس للسلطية ؟ …إعداد- محمود كريشان


هرمنا الاخباري – عمان
“أخالف العمر، راجع سالف اعوامي”، هكذا ردد “عقيل”، في تلك الأمسية الاعتيادية، وهو “يصفن” يسرح على انغام رائعة محمد عبده “من بادي الوقت”، وهي تلعلع في الحانة الشهيرة “بيترو” أو “نفق الحدادة”، بالأزقة اللعينة..!
استذكر عقيل الدوري في حقبة الثمانينيات، وكم كان جميلا، وكان لعمان “قلب” اسمه استاد عمان، ومدرجات بفئات ثلاث، “أولى”، و”ثانية” عادي وعائلات، و”ثالثة” كانت مخصصة لجمهور الوحدات، قبل ان يقتحمها “الطفايلة”، عندها اشتعلت المنافسات، لكن بروح رياضية صافية.. والله الله فيصلي بطل الدوري.. وتريبتت توت “ويحدات”.. وقس على ذلك..!
زمن كان فيه صحافة رياضية، بحجم “مدرسة” نظمي السعيد، ونقل اذاعي توصيفي للمباريات، بصوت كنعان عزت، ووزراء شباب “رجال دولة”، معن ابونوار، فواز ابوالغنم، هشام الشراري، وعويدات، ومدراء شرطة عاصمة، غالب الزعبي، الهباهبة، عزالدين ظاظا، ضيف الله الفرجات، عبدالله كريشان، وكان مركز امن جبل الحسين مسؤولا عن أمن المباريات، ونجوم كانت تباع صورهم، على مداخل الملاعب، والمدرج الروماني، وفي استديو كولومبيا “سهيل شنار” شارع السلط.. وسط البلد طبعا..!
زمن كان فيه مصطفى العدوان “الشيخ”، يلغي قرارات رفيعة المستوى، بل أنه في زمن “الأحكام العرفية”، كان دوما ينجح في إنتخابات رئاسة الوحدات “بهجت شهاب”، وترفض الجهات المختصة تلك النتائج، لكن مصطفى.. ومن مثل “مصطفى”، كان يلغي قرار تلك الجهات.. بالمونه، ويذهب الى مخيم الوحدات، لتهنئة “شهاب” برئاسة الأخضر.. و”الشاهد علي الله” انني اتكلم معلومات، يعرفها من كان في قلب الأحداث، بتلك الأيام الجميلة..
التنافس كان كرويا بإمتياز، الهتافات يا الله ما أنقاها.. عندما يحتج الفريق الأخضر على قرار حكم، كانت جماهير الفيصلي تهتف: الوحدات ولع ولع.. جيبوا له الإطفائية”.. فترد المدرجات الخضراء بصوتها الهادر: فيصلي البلوزه الزرقا.. فيصلي على سيل الزرقا.. لكن عندما تشتد المنافسة، ويشتد الوجد.. يعلو التنافس على شرف الانتساب للمدينة المقدسة وسيدة المدائن، حيث تهتف جماهير الوحدات: “واحد، إثنين.. القدس فلسطينية”.. ليأتي الرد السريع من جماهير الفيصلي: واحد، إثنين.. القدس للسلطية..!
ما نريد ان نقوله: دعونا نتفق اننا أسرة واحدة، يجمعها “هواء هاشمي”.. ما أحلاه وما أنقاه.. وباقي الأمور أقل من عادية.. وكفى..!



