هرمنا الاخباري-عمان
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
الكل يعرف أن الشعب الأردني ذَويق للقهوة العربية السادة ويرغب بوجودها في كل المناسبات الإجتماعية سواء كانت أفراح أو أتراح أو للترحيب بالضيّف القريب والبعيد ، فالقهوة العربية رغم مرارتها وخُلُوِها من السُكر إلا أنها مرغوبة وضرورة في كل بيت أردني أو عربي .
ومن هنا تبدأ الحكاية التي تقول أن المرارة التي يعيشها الشعب من الفقر والسياسات الحكومية في البيروقراطية الفاسدة والترهل الإداري التي تنعكس على حياة الشعب الأردني في عيشه وأمنه الغذائي والوظيفي إلا أن هذه المرارة بوجود أمثال وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات تكون بطعم القهوة العربية السادة والمحببة لهذا الشعب .
وزير الزراعة إبن الطفيلة الهاشمية الذي يحمل شهادة الهندسة الميكانيكية والذي حرث وحصد وغمّر ومارس التجارة من خلال دكانة والده الصغيرة والتي كانت مصطبتها منقع للدم ومدفى للمظلومين لم يتوانى يوما أن يترحم على والده وان يذكر سيرته في كل جلساته حتى أن أبناء الطفيلة انتخبوه ليكون رئيسا للبلدية ليكمل مشوار والده المختار بين ربعه في تقديم الخدمات لكل الناس .
معالي المهندس خالد حنيفات من أكثر الوزراء المظلومين على وسائل الإعلام الأردنية مقارنة بالجهود التي تبذل من قبله شخصيا في الوزارة من حيث محاربة الفساد والواسطات للتجار الكبار المتنفذين في دوائر الدولة ، لقد أتّمَت برامج الوزارة وجعل معاملاتها كلها مقوننة حسب القوانين والأنظمة ، وجعل هناك سقف زمني لكل معاملة مستوفية الشروط تّقدَم بأن يكون الجواب عليها خلال 48 ساعة من تقديمها وأن لم يكن هناك جواب فأنها سوف تأخذ الموافقة بحكم القانون .
لقد استطاعت وزارة الزراعة أن تحقق أرقاما في كثير من الزراعات على مستوى العالم سواء كانت بإنتاج البذور أو بالتمور أو بالمشاريع الصغيرة التي دعمتها الوزارة وأصبحت مشاريع كبير تُشَغل الكثير من العاطلين عن العمل على الرغم من التحديات المناخية والجغرافية الصعبة التي فرضت على جغرافيا ومناخ الوطن من دول مجاورة لنا ملتهبة الحدود معها إضافة إلى قلة نسب الهطول المطري ونقص المياه الصالحة للشرب إضافة.الى أننا من افقر دول العالم مائيا ، ولكن مع هذه التحديات الصعبة صار عندنا
مشاريع الحفاير الصحرواية ومصانع التعليب للخضار وإنشاء معاهد البحوث الزراعية والتشجيع على الزراعات الطبية والتي لم تكن موجودة سابقا، كل هذه تحققت بوجود هذا النشمي ومن سبقه من أبناء الطفيلة الهاشمية والوطن الذين لم ولن يدخرون جهدا بأن يعملون للوطن كمن يعمل الوالد لأبناه ومنزله .
قبل عدة أيام التقينا نحن مجموعة من ملتقى النخبة والذي يضم مجموعة من المثقفين والخبراء والإعلاميين متقاعدين وعاملين في جلسة مع معالي الوزير وكنا نشحذ السيوف ونسن الرماح لكي ننقض عليه بسبب الإشاعات التي كنا نسمعها عن الوزاره ولكننا بعد أن سمعنا وشاهدنا الإنجازات التي تحققت والارقام الإيجابية التي وصلت لها الوزارة وجدنا أنفسنا أننا قد ظلمناه أيضا ولم نعطيه حق الله في إنصافه .
قريبا وتحديدا في منتصف هذه السنة سيرى الشعب الأردني افتتاحات لمشاريع مهمة قامت وزارة الزراعة بالتخطيط لها مثل المول الزراعي والبازار الدائم للإنتاجات المنزلية إضافة إلى بعض المصانع التي تساهم في دعم المزارع الصغير بأن لا يخسر محصوله نتيجة تسكير التصدير الخارجي أو عدم وجود ثلاجات تبريد لحفظ الخضار والفواكه ، والأهم من كل هذا أن الوزارة تدعم ماليا بصفر الفائدة وتقدم خدمة التسويق الإلكتروني للمزارعين .
وأخيرا عندما سألناه عن موضوع التصدير للكيان الغاصب اجابنا معاليه بأن الوزارة تلتزم بالقوانين والأنظمة وأنه قد قام بتوبيخ المزارعين الذين قاموا بالتصدير وهددهم بأنه سوف يمنعهم أدبيا إذا لم يستحوا ويوقف عمليات التصدير الخارجي ، كما أنه لن يقدم لهم الدعم في وقت الحاجة ولن تتعاون معهم كوادر الوزارة مستقبلا . وان هذا كان من باب الواجب والإنتماء القومي والوطني والإحساس العميق بالظلم والعدوان الواقع على إخوتنا في الضفة وغزة .
وأخيرا فإنني أقول من الواجب الوطني والديني أن نسمع للصادقين و المنتمين لهذا الوطن لا أن نسمع للخفافيش الإلكترونية التي تهدف إلى خلق الفتن ودمار الوطن .