زراعة المانجا في سحم الكفارات.. نجاح بجهود ذاتية دون دعم رسمي

هرمنا- بكر عبيدات
تتميز منطقة سحم الكفارات التابعة لبلدية الشعلة في لواء بني كنانة بميزات عديدة تكسبها طابعًا خاصًا يجعلها تكاد تنفرد عن غيرها من مناطق اللواء، فهي بلدة زراعية بامتياز، بحاجة لمن يلتفت إليها وينصفها ويدعمها.
تفتتح المنطقة موسم 2025 بإنتاج فاكهة المانجا ذات الطعم والنكهة المتميزة. وفي وادي اليرموك، الأرض التي تنبض بالحياة، تتنوع المنتجات الزراعية ما بين المانجا والجوافة والقشطة والرمان والزيتون والعنب والتين والصبر، حيث يُزرع الطموح ويُحصد الأمل.
ورغم ذلك، لم تحظ المنطقة بالاهتمام الكافي، ولم تستفد من أي مشاريع تطويرية أو تنموية تساهم في تحسين واقع المزارعين المعيشي أو الارتقاء بالقطاع الزراعي، خاصة وأنها منطقة ريفية محدودة الدخل.
إن سحم تزرع النجاح بجهود ذاتية خالصة، دون دعم حكومي أو منح محلية أو إقليمية أو دولية، بل بجهود أهلها وشبابها ورجالها. لذا، تُرفع التحية لتلك السواعد المبدعة التي أدخلت زراعات استوائية جديدة للأردن، مدرة للدخل وذات قيمة صحية وغذائية عالية.
ويُعد مشروع زراعة المانجا البلدية في بساتين وأودية المنطقة من أبرز المشاريع الزراعية الاستثمارية، حيث آمن المزارعون الشباب بأن الأرض تعطي بقدر ما تبذل لها من جهد، فزرعوا أراضيهم بأشجار المانجا إلى جانب الزيتون والجوافة والحمضيات، ليحققوا النجاح بعزيمتهم وتوفيق الله.
كما قام بعض المزارعين بزراعة مساحات واسعة بمختلف الأشجار المثمرة، خاصة المانجا البلدية التي لاقت إقبالًا كبيرًا من المواطنين، مطالبين بضرورة دعم مثل هذه المشاريع لما لها من أثر مباشر على تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص عمل للعاطلين.
ويعاني القطاع الزراعي في سحم من تردي الطرق الزراعية المؤدية للبساتين، ما يعيق حركة المزارعين والتجار. وأكد المزارعون أنه في حال تحسين هذه الطرق، يمكن التوجه نحو السياحة الزراعية وجذب الزوار للتنزه وشراء المنتجات الطازجة مباشرة من المزارع.
كما أشاروا إلى مشكلة الآفات الزراعية وخسائرها، وضعف فعالية حملات المكافحة الحالية، داعين لاعتماد أسلوب المكافحة المتكاملة. وأكدوا أيضًا ضرورة معالجة مشكلة تسويق المنتجات المحلية في ظل إغراق السوق بالمستورد، ما يضع المزارعين أمام تحديات كبيرة.
وأشاروا إلى أهمية دعم الصناعات التحويلية الزراعية بالمعدات اللازمة لتطوير الإنتاج، خاصة للنساء الريفيات، بما يسهم في إنتاج غذاء صحي وآمن وفق المواصفات.
كما طالبوا بتعزيز خبرات المزارعين من خلال البرامج التدريبية والإرشادية والمدارس الحقلية، وتبني مشروع وطني متكامل لتطوير الزراعة يتضمن إعادة تأهيل المزارع والتربة ومصادر المياه.
وفي الختام، ناشد المزارعون الجهات المختصة تحسين البيئة الزراعية في وادي اليرموك باعتبارها جزءًا من الأمن القومي، داعين الوزارات المعنية للقيام بدورها في دعم هذا القطاع الحيوي.