أخبار عاجلة

الانتفاضه الثالثه لشعبنا الفلسطيني ..المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات

هرمنا – الوضع القائم في فلسطين الأن يفرض على الشعوب العربية اليوم أن تقف مليا عند القضية الفلسطينية لإستنباط ما يمكن من العبر والدروس لمسيرة الكفاح الطويل للشعب العربي الفلسطيني ، خاصة وأن رصيد الشعب الفلسطيني النضالي تغذيه طاقة متجددة أبدية طاقة الإيمان بعدالة قضية سيندحر على صخرتها العتية جبروت الكيان الصهيوني الغاصب ، هذا
مع وجود نبضات الشارع العربي وصمود وأستماتة الشعب الفلسطيني وطلائعه المسلحة ، هذا الشعب المؤمن بعدالة قضيته هو اليوم قادر حتى على توظيف أسوأ أوضاعه في خدمة أهدافه المرحلية والإستراتيجية ، كما أنه على الفصائل الفلسطينية اليوم أن تسارع إلى البحث عن الإطار المناسب للعمل الموحد والبحث عن مفتاح التصدى لأنه من طبيعته يكون هو من صنعها ،
وهذا مما قد يجعل الجماهير العربية تتبنى خيار المقاومة وتحويل المساندة المبدئية إلى دعم ملموس وسند حقيقي وعطاء بلا حساب ، وفي هذا السياق يتم توسيع فسحة الأمل هذه الفسحة التي يغذيها الشعب الفلسطيني بنضاله وصموده الأسطوري ، نقول هذا في مرحلة حرجة تمر بها القضية الفلسطينية لأن فصائل الشعب الفلسطيني تتناحر منذ السنوات الأخيرة ومنذ رحيل الراحل ياسر عرفات ، كما أن الفصائل الفلسطينية هي اليوم تتعرض لإبادة منظمة بعد خروجها من السرية وبعد أن أصبحت محددة الزمان والمكان في الضفة الغربية وفي قطاع غزة ، هذا مع إنهيار التضامن العربي لوجود أنظمة متخاذلة ومستسلمه ومحكومه بإتفاقيات مذله ولا تعرف إلا لغة الشجب والأستنكار ، وهذا ربما يجعلنا نقول بأن منظمة التحرير الفلسطينية قد تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية في الوصول إلى مثل هذه الوضعية الراهنة الصعبة والحرجة فكان من أعظم أخطائها ربما إتفاق أوسلو الذي كان بمثابة إتفاق غش وخداع وعدم إستخلاص العبرة من إغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين شريك أبوعمار في إتفاق أوسلو ، فكان من المفروض أن تجد الفصائل الفلسطينية في ذلك ذريعة للتنصل من هذا الإتفاق المشؤوم الذي هو بعيد كل البعد عن تلبية المطالب المشروعة والمحقه للشعب العربي الفلسطيني .
ثم كان هناك خطأ دخول الإنتخابات قبل الوقت ، فالشعب الفلسطيني في حالة حرب مفروضة عليه وهذا مانع رئيسي لهذا النوع من الديموقراطية التى عادة تتمتع بها الدول المستقلة التى مضى على تأسيسها قرن أو أكثر من الزمن ، نضيف إلى ذلك هو أن الرئيس أبوعمار قد إتبع في هذا الشأن نصائح شركائه الصهاينة وحماتهم الأمريكان فكانت النتيجة إضعافه فلا هو أصبح مفوضا جديا مسموع الكلمة ولا حماس الفائزة أصبحت بديلا مقبولا .
وهذا يقودنا إلى القول بأنه لابد أن تتسارع الفصائل الفلسطينية برأب الصدع الناجم عن تلك الإنتخابات وتوحيد صفوفها في أقرب الآجال وهذا من أجل إحياء حيوية وحدة الصف الفلسطيني لحماية قضيته والدفاع عنها لأن الوحدة شرط لابد منه لإخراج التضامن العربي من ذهوله وإعادة تفعيله من جديد ، على أن تكون البداية بإعادة ترميم الجسور مع الشعوب الشقيقة وتثمين العلاقات مع اوسع الفئات والأكثر إستعدادا لدفع ضريبة التضامن لأن التضامن إذا ما بلغ درجة معينة من الجاهزية والإستعداد فإنه سيفرض نفسه في السر والعلانية على هذه الأنظمة برضاها أو رغما عنها ، حتى يكون هذا التضامن حافزا لتفعيل تضامن بقية الشعوب الأخرى المحبة للسلام ، مما يجعل الفصائل الفلسطينية تعدل ميزان القوة لصالحها وتفرض على الكيان الصهيوني الغاصب المطالبة بطاولة المفاوضات التى يمكن أن يتمخض عنها حقوق مشروعة للشعب العربي الفلسطيني ، هذا عندما يرتد العدو الإسرائيلي عن عقيدته التي من أجلها جاء وقاتل فإن ذلك يعني الهزيمة النفسية لديه قد بلغت النهاية ، وهي حقيقة دينية عند الصهاينة فهم يسمون العوة من أرض الميعاد ردة ، كما أن الهجرة إلى أرض الميعاد هي الأسطورة التي بنيت عليها العقيدة الصهيونية كلها ، فاليهودي يعبر عن إيمانه بقدر حبه لهذه الأرض وحنينه الدائم إليها ليس لمجرد أنها الأرض المباركة التي إختصهم الله بها كما يدعون ، بل لأنها أيضا تفيض لبنا وعسلا كما ورد في التوراة ، وهذا مما جعل الدولة اليهودية اليوم تتحفظ على أرقام المهاجرين منها مثل ما تفعل بالنسبة لأرقام القتلى والجرحى ، فالخوف من تكاثر الشعب الفلسطيني الذي يمكن أن يغلب ميزان القوى هو أكبر المشكلات بالنسبة للصهاينة
وما أن جاءت الإنتفاضة حتى أصبحت هذه المشكلة هي الطامة الكبرى فهم يتوقعون بأن يكونوا في عام ٢٠٢١ أقلية بين العرب وهذا مما يخوفهم وينذر مصير دولتهم ، مما جعل بعد إشتعال الإنتفاضة الثالثة إنتفاضة الصواريخ الرعب ينتشر وبدأت الهجرة إلى ما يسمونه بالخط الأخضر مما قد يجعل دولة إسرائيل تفكر في العودة إلى حدود عام 1967 اليسار الإسرائيلي المؤيد للسلام ، كما أن الهجرة إلى الخط الأخضر هي تمهيد للرحيل النهائي عن فلسطين ، كما أن الحياة في إسرائيل قد تعطلت وتدهورت بسبب السفر للخارج ، كما أن
الإنتفاضة لم تؤدي فقط إلى الهجرة من الداخل بل هبطت نسبة المهاجرين إلى الأرض الفلسطينية المحتلة من الخارج إلى أدنى مستوياتها فحتى اليهود المهاجرين من الإتحاد السوفياتي الذين كانت تعتبرهم الدولة الإسرائيلية أكبر مدد لها قد إنخفضت نسبة هجرتهم بعد أن تم تحذيروهم من التهميش والتمييز العنصري السائد داخل إسرائيل .
لذا أخذت أنظارهم من الإتحاد السوفياتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدلا من إسرائيل حيث في الولايات المتحدة الأمريكية الأمن والإستقرار ، كما أن هؤلاء المهاجرين هم من الطبقة المثقفة والغنية حيث هؤلاء يهاجرون من روسيا إلى أمريكا بأموالهم وبخبراتهم وبمهنهم الراقية ، فاليهود الموجودين اليوم في فلسطين يرون بأن الهجرة إلى أي بلد في العالم أفضل من البقاء في فلسطين ، فالدولة الإسرائيلية اليوم تعيش أزمة وجود وليست أزمة ضعف أو قوة فالإنتفاضه اليوم قد طعنت الدولة الإسرائيلية في العمق وتهدد الكيان في أصل وجوده فإسرائيل اليوم في حالة إرتباك شديد وحيرة وتخبط وتزداد تعاظما فكل يهودي اليوم في فلسطين على إستعداد للإمساك بكل قشرة تقع في طريقه من أجل التخلص من هذا الوضع البائس ، نقول هذا في وقت نرى فيه الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل يرتكب جرائم الحرب ضد الإنسانية في فلسطين وفي حق الشعب الفلسطيني المكافح والمرابط والصامد ، فتجربة أوسلوا قد أثبتت بأنه على الشعب الفلسطيني آلتمسك بخيار التحرير والمقاومة قبل الصراع على السلطة وقبل الديموقراطية لأن أوسلو لم تمنح منظمة التحرير الفلسطينية شيء كبير على هذا الصعيد ، كما أن مظاهر السلطة قد تحولت إلى مجرد أوهام خطيرة جعلت الأطراف الفلسطينية تتقاتل وراء سرابها ،
لأنه في الحقيقة للديموقراطية شروطا بدءا بسلطة حقيقية كاملة السيادة على رقعة مستقلة وظروف ملائمة تحمى إرادة المواطن الفلسطيني من كيد الصهاينة وحلفائهم وعلى رأس هؤلاء الحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية ، كما أنه عادة يكون خيار التحرير يتغذى بإستماتة الشعب الفلسطينى وثباته في الدفاع عن أرضه وحقوقه المسلوبة والمهضومة ، كما أن هذا الثبات والصمود قد يبعث من جديد إرادة المقاومة في الشعوب العربية عاجلا أم آجلا ٠
هذا مع سياسة مسئوله ومع طول المدى لأن المعركة مع اليهود لا تزال طويلة ، كما أن الهدف من هذا كله هو أن تتحول الشعوب العربية إلى قوى ضاغطة وفاعلة تفرض على حكامها تسهيل سبيل الكفاح الفلسطيني بمختلف الوسائل والأساليب ، خاصة وأن الشعب العربي الفلسطيني قوي دائما بعدالة قضيته التي تغذيها طاقات إيمانيه وبحلقات التضامن مع من حوله عربيا وإسلاميا وعالميا ، حتى وإن كان الكيان الصهيوني قويا بدعم حلفائه وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية ، والأيام الماضية كانت خير دليل على عدالة القضية الفلسطينية وإيمان الشعب العربي الفلسطيني وخاصة في القدس وغزه بعدالة قضيته .

شاهد أيضاً

تربويات لافتة!

كتب د.ذوقان عبيدات هرمنا الاخباري-كان أبرز إنجازات النظام التعليمي منذ الستينات: سيادة القرار التشاركي، وقدرة …