أخبار عاجلة

إسرائيل هل وصلت إلى حافة الإنهيار .. ؟؟؟

هرمنا الاخباري – عمان – المحامي الدولي  فيصل الخزاعي الفريحات –

تبقى الحقيقة تقول بأن إسرائيل تمرّ بأزمة سياسية وإجتماعية توحي بأن هذا الكيان المصطنع بات على شفا الإنهيار ، خاصة بعد أن كان قد وصل الإنقسام الداخلي إلى نقطة اللاعودة وإلى حافّة حرب أهلية لن تسمح للدولة العبرية بتجاوُز عقدها الثامن ، نقول هذا إنطلاقا من تحذيرات كبار المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم من عُمق الإنقسام من جهة وبعد أن أصبح الإسرائيليين فاقدين الثقة بكيانهم وبمؤسّساتهم من جهة ثانية ، هذا مع وجود حديث عن الهجرة المعاكسة بعد فقدان الأمن والمشاكل الإجتماعية والأنقسام الداخلي ، فالحقيقة تقول وأنا أتحدث هنا كمراقب بأن الأزمة الداخلية الإسرائيلية حادّة جدّاً ، ومن شأنها الدفع نحو تعميق الخلافات بين مكوّنات الكيان الإسرائيلي الغاصب ، ويعد مؤشّراً إلى خطر وجودي ، ويبقى القول بأن هذا الإنقسام في إسرائيل في الحقيقة ليس جديداً وإن كان الجميع قد إحتكموا إلى آليّات قانونية وحدود أرتضوها لأنفسهم وارتدعوا عن تجاوُزها وأظْهر كلّ منهم تمسّكه بالسلطة ، ويبقى مايجري اليوم في إسرائيل مرتبط بمصلحة رئيس الحكومة النتن ياهو الذي يتطلّع إلى التملّص من مُحاكمته على خلفيّة تُهم فساد وإستثمار وظيفي ورشوات لا تعد ولا تحصى ، عبر تغيير النظام القضائي وإضعافه ، وجعْله تحت سيطرة مَن يُمسك بالمؤسّسة السياسية ، وهو تَوجّه يتلاقى مع توجّهات أولئك الذين يطمحون بدورهم إلى الحدّ من سلطة القضاء لتمرير أجنداتهم الأيديولوجية والدينية حتى ولو تَعارضت مع مبادئ حقوق الإنسان والعدالة والمساواة والديموقراطية ، وهو الأمر الذي كانت المحكمة العليا الإسرائيلية تقف عائقاً في وجهه ، عبر إبطالها القوانين ألتي تَدفع نحوه ، كما هؤلاء يرغبون في تبديل طابع الدولة وهويّتها لتُصبح قائمة على أسس تلمودية ، ولو على حساب الأكثرية اليهودية بما يعزّز حالة الإنفصال الإجتماعي لديهم ، فضلاً عن الإضرار بالعقد الإجتماعي فيما بين اليهود ، وتعزيز الأنقسامات الضاربة في صفوفهم وهذا قد أدّى إلى فوز اليمين والفاشية في إنتخابات مشكوك في نتيجتها التمثيلية الفعلية ، لتأتي النتيجة في صورة تصويب على الدولة وطريقة الحوكمة فيها ، من بوّابة ما يسميها أطراف الإئتلاف الحاكم في القضاء ، والمتضرر هنا هم أحزاب المعارضة والمؤسسات الأمنية كما العسكرية والمؤسّسة السياسية بمعنى الوجود العميق لها ، والمؤسّسة القضائية والإعلام على إختلاف مستوياته وحتى العلمانيين الذين يخشون على علمانيّتهم من شركائهم ، فضلاً عن النتن ياهو نفسه ، الذي وإنْ كان يريد التملّص من تقديمه للقضاء ومحاكمته ، إلّا أنه غير معنيّ أيضاً بهدف جعْل إسرائيل دولة تلمودية ، وهو ما قد جعل التغيير القضائي لن يكون سهلاً وقد يصل إلى حدود إستخدام القوّة وتحوّل الدولة العبرية إلى كوريا شمالية جديدة ، وتبقى الحقيقة تقول بأن إسرائيل ظلت تعيش تشرذماً وأنقساماً وأن هذا التشرذم والأنقسام قد يتّسع ويتعمّق ويقود إلى الإنزلاق ، وتبقى الحقيقة تقول أيضاً بأن ما يجري في إسرائيل اليوم يعد أزمة سياسية حادة تعيشها إسرائيل لأول مرة في تاريخها ، لم تعد تقتصر على التراشق الكلامي داخل الحكومة والكنيست ، بل أنتقلت إلى الشارع عبر تظاهرات عارمة تذكرنا بما يسمى ( الربيع العربي ) نظمها ما يقارب ربع مليون مستوطن ، ضدّ تعديلات رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي النتن ياهو القضائية ، أزمة ستهز كيان وأركان الدولة الإسرائيلية ، أزمة تهدد مفاصل الكيان ومؤسساته كافة ، وهذا بإعتراف المسؤولين الإسرائيليين والمفكرين والمثقفين ومراكز الدراسات وقد تعمّقت مع دخول المؤسسة العسكرية والأمنية على خط الإحتجاجات ، بإعلان مئات الجنود في الإحتياط عدم أمتثالهم للتدريب أو رفض الخدمة في حال إقرار التعديلات ، ويشكل هذا تهديداً لأساس إسرائيل الوجودي ، كما أن ما تشهده إسرائيل اليوم من إنقسامات ، سيؤثر بطبيعة الحال في تحدّياتها الخارجية أو ما يمكن تسميته بفقدان الردع الإستراتيجي ، وبعد أقل من ثلاثة أشهر على تشكيلها تطوّق الأزمات الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ، وصولاً إلى أزمة التعديلات القضائية التي عصفت مؤخراً ، والتي أظهرت أن المشكلة أبعد مما تكون أزمة سياسية دستورية ، إنّما أزمة بنيوية تتعلق بتركيبة الكيان والمجتمع وإختلافات مستوطنيه القومية والطبقية العميقة ، نقول هذا لأنّ ما يحدث في إسرائيل الأن هو معارضة هيكلية وديموغرافية متناقضة تتقدّم نحو إنفجارها الحتمي منذ ثلاثة وعشرين عاماً تقريباً ، وهذا قد جعل إسرائيل اليوم تعيش أزمة تاريخية تهدد بخرابها من الداخل ، خاصة مع تمرد المئات من جنود الإحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي ، وإعلان رفضهم المشاركة في تدريبات عسكرية إحتجاجاً على التعديلات القضائية ، وهذا أيضا ما شكّل صدمه إضافية في كيان الإحتلال ، الذي لطالما روّج أن جيشه المتعدد الأعراق غير مسيّس ، ومع إشتداد الأزمة السياسية ، ها قد بدأت رؤوس الأموال بالهروب من إسرائيل إلى الخارج تقدر بمليار دولار قد أصبحت يومياً تخرج من كيان الإحتلال الغاصب ، وسط تصاعد التحذيرات من الخبراء الإقتصاديين حول تأثير التعديلات القضائية في الإقتصاد الإسرائيلي ككل ، ويبقى يضاف إلى التحدي الداخلي المستجد في كيان الإحتلال التحدي الفلسطيني ، وكذلك إيران وخاصة ما جرى من المصالحة الإسلامية / الإسلامية وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية والتي ستتوج قريباً بزيارة الرئيس الإيراني رئيسي والذي تسلم دعوة لزيارة الرياض قبل إنعقاد القمه العربيه الشهر المقبل ، وكذلك حزب الله وما جرى من إختراق أمني من جهة الجولان والمتهم به حزب الله حسب تصريحات المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيلين ، حيث أصبحت اليوم تزداد الشكوك في المؤسستين العسكرية والأمنية الإسرائيليتين بشأن قدرة الكيان على مواجهة مزيد من التصعيد ، داخلياً وخارجياً ، كما أنه قد أصبح الداخل الفلسطيني المقاوم ليس وحده هو من يؤرق الإحتلال ، فمع تعاظم قدرات محور المقاومة في الداخل ، تتزايد التحديات ألتي تواجهها إسرائيل في ظل وجود ضعف وعيوب خطيرة يمكن أن تكشفها أي حرب مستقبلية يواجهها هذا الكيان المحتل ، حيث أصبح الوضع اللوجستي في الجيش الإسرائيلي يمر بحال من الفشل والإخفاق ، وبالتالي فإنّ هذا الفشل سيوقف الجيش عن شن الحرب ” المتعددة ” الجبهات ، وسيضعه في مأزقأ صعباً أمام الحرب “المتعددة ” الميادين المقبلة ، ولن يسمح له بمواصلة القتال أو تحقيق الإنتصار لذا أصبح يتزايد القلق الإسرائيلي من تعزيز إيران لقدراتها في مجالات مختلفة ، عسكرياً ، وسياسياً ، ودبلوماسياً ، وعلمياً ، وتكنولوجياً ، لأنه من المتوقع وحسب كثيراً من المراقبين أن تصبح إيران القوة الأولى إقليمياً في مجالات التطور العلمي والتكنولوجي والأمن السيبراني وأمن المعلومات ، ولا تزال إسرائيل إلى اليوم لم تجد الخيارات المتاحة لإيقاف التقدم الإيراني وتخشى هذا التقدم العلمي المتسارع وخاصة في الصناعات العسكرية ومنظمومة الصواريخ والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية ، هذا وعلى الرغم من قيام إسرائيل بإستعدادات كبيرة لمهاجمة إيران ، فإن قيامها بأي محاولة تجاه إيران سيكلفها خسائر قد تكون أشد من ضربة نووية ، وتأتي هذه الأزمة في مرحلة تزداد فيها ترسانة الصواريخ الدقيقة لحزب الله وأمتلاكها للطائرات المسيرة والتي تعتبر في الحقيقة تهديداً إستراتيجياً كبيراً لها على الحدود بين لبنان وفلسطين ، على قدم المساواة مع برنامج إيران النووي ، ويبقى القول بأن ما يعيشه الإحتلال الإسرائيلي اليوم ، سينعكس عليه سلباً في جبهات الخارج يعني فقدان الردع ، خاصة بعد أن أصبحت اليوم إسرائيل تتآكَّل داخلياً ، وقد تقود المشكلات الحالية في إسرائيل اليوم الجيش إلى أزمة إحتياطٍ أخطر من حرب لبنان الثانية ، ويبقى تأخّر قيادة جيش الإحتلال الإسرائيلي في فهم عمق الأزمة ، وأنعكاساتها على تشكيل الإحتياط ، له تبِعاتٌ خطيرة جداً ، لأنّ جهاز إحتياط مستقطباً ومنقسماً وسيُلحق ضرراً لا يُعوَّض بكفاءة الجيش الإسرائيلي وقدرته على مواجهة التحدّيات المستقبلية ، كما أن مايجري في إسرائيل اليوم يمكن أن يكون له تأثير على الجهد المشترك الإسرائيلي الأمريكي في مواجهة إيران من جهة وسيؤثر أيضا في مستوى الردع في مواجهة محور المقاومة ، وفي إتفاقيات التطبيع مع العديد من الدول العربية وهي مؤشرات تهدد وجود هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب بإعتراف الإسرائيليين أنفسهم

شاهد أيضاً

الابعاد الاقتصادية للأمن السيبراني

هرمنا الاخباري-الثورة التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم والانتشار غير المسبوق لاستخدام الانترنت والتحولات الرقمية التي …