عندما يتم العبث بالخرائط والذاكرة .. قناة رؤيا “الجاهل عدو نفسه”


هرمنا – مهند الجوابرة
لا تزال صدمة المتحدثين باسم الأردنيين في إكسبو دبي تأخذ أصداءها على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل كبير، فالأردنيون شعروا بالخذلان حين ظهر بعض شبابهم في محفل عربي بشكل ركيك ومهزوز تبين من خلاله أن هؤلاء الشباب لم يلموا بأي جزئية أساسية من التاريخ الأردني الأصيل .
مراسل قناة رؤيا لم يختلف كثيراً عنهم بل لربما ما زاد الطين بلة هو سكوته أو جهله بالمعلومات التي تفوه بها الشباب من حوله ، فمن منا لا يعرف أن اسمها الثورة العربية الكبرى بدلاً من الحرب العربية ، فالثورة العربية كانت رسالة وعنوان وفكرة وممارسة أطلقها الشريف الحسين بن علي ملك العرب ضد الطغيان والظلم والإستبداد .
ولو سألت أي طفل صغير يمشي ويلعب في أي زقاق من أزقة السلط أو شوارع عمان أو على شواطئ العقبة عن رام الله ، سيجيب مباشرة بأنها محافظة فلسطينية ثابتة ثبات الجبال الرواسي على خريطة فلسطين المحتلة ، فكيف لشابة أردنية أن تجهل تلك المعلومة البديهية الأساسية ، وكيف لمراسل رؤيا حامل المايكروفون أن لا يصحح لها تلك السقطة مباشرة إن افترضنا أنها ارتبكت أمام الكاميرا ، والأدهى والأمر أن تلك الهفوة مرت مرور الكرام أيضا على القابعين في استديوهات القناة في المملكة الأردنية الهاشمية ولم يحاولوا أن “يرقعوا” تلك المهزلة الحاصلة في دبي .
ما جرى في إكسبو دبي لا يجب أن يمر مرور الكرام دون محاسبة المقصرين والمسؤولين عن ظهور الشباب الأردني بتلك الصورة الهزيلة ، فإن الشباب الذي لا يحفظ تاريخ الدولة التي ترترع في أحضانها لا يجب عليه أن يتصدر المشهد في المحافل العربية والدولية ، لأنه بهذا التصرف سيعطي انطباعاً سلبياً مقيتاً لكل من يرى ويسمع تلك “التخابيص” عن شباب دولة احتفلت قبل مدة بالمئوية الأولى في تاريخها .
قالوا قديماً أن الذي لم يمت في جريدة الأهرام المصرية فهو حي يرزق لم يمت أبداً ، في إشارة لمدى المصداقية والمهنية التي تتمتع بها تلك المؤسسة الإعلامية العريقة ، لكن الحاصل في الإعلام الأردني وفي بعض المؤسسات الإعلامية الأردنية الرائجة أن المصداقية أمست شعاراً وستاراً يختبؤ خلفه كل من نسب نفسه زوراً وبهتاناً إلى هذا القطاع .
وأخيرا نقول أن الجاهل عدو نفسه فكيف يمكن أن يقدم معلومة للجمهور ، فمن لم يذق مر التعليم والمعرفة سيبقى طول الدهر هائماً في صحراء الجهل والظلام ، فالمتعلم يختلف عن الجاهل اختلاف الحي عن الميت ومن يرى السماء في الماء يرى السمك على الشجر ، كما يرى رام الله محافظة أردنية أو اليمن نهاية للثورة العربية الكبرى



